يستهين كثير منا بأبسط العادات الصحية التي تنجر عن تغييبها في كثير من الأوقات عواقب وخيمة، ومن بينها تنظيف الأسنان وغسل اليدين، هذه الأخيرة يؤدي التهاون بها إلى هلاك آلاف الأشخاص عبر العالم، حسب ما تؤكده منظمة الصحة العالمية، لأن اليدين هما السبيل الرئيسي لانتقال الجراثيم أثناء الرعاية الصحية. تدعو منظمة الصحة العالمية جميع الدول إلى احياء اليوم العالمي لغسل اليدين المتزامن وال 15 أكتوبر من كل سنة، والذي يعتبر أحد أهم العوامل التي تحافظ على الصحة العمومية، ونظرا لكون محيطنا مليء بما يؤدي إلى تلوث اليدين، فإن مصاحبة منظف سائل خاص باليدين خارج البيت يمنحنا وقاية من أنواع كثيرة من الجراثيم، كما أن التعود على نظافة اليدين سيجعل دافعنا أكبر نحو تنظيف المحيط حولنا واحترام الأماكن العمومية بالحفاظ على نظافتها، الأمر الذي يجنبنا انتقال الجراثيم الضارة والعدوى من الطرف الآخرين. حددت منظمة الصحة العالمية الشروط السليمة في عملية تنظيف اليدين، والتي تتراوح من 20 إلى 30 ثانية، من خلال ملئ راحة اليد بالمستحضر ويتم توزيعها على كلتا اليدين بعد ذلك، ثم يتم فرك اليدين بدعك الراحتين، ويقوم الشخص بعدها بفرك ظهر اليد اليسرى براحة اليد اليمنى مع تشبيك الأصابع ونفس الشيء يُفعَل باليد اليمنى، لتواصل العملية بتخليل الأصابع وتشبيكهما مع فرك الراحتين، ثم فرك ظهر أصابع اليد اليمنى مع راحة اليد اليسرى، وظهر أصابع اليد اليسرى مع راحة اليد اليمنى مع قبض الأصابع. كما أنه من الضروري فرك إبهام اليد اليسرى بشكل دائري براحة اليد اليمنى مع تكرير العملية مع إبهام اليد اليمنى. وفي الأخير يتم فرك اليد اليمنى بحركة دائرية إلى الخلف وإلى الأمام، حيث تشتبك أصابعها براحة اليد اليسرى والعكس صحيح. وباتباع هذه الخطوات بعد جفاف اليدين يكون الشخص آمنا ومستعدا لتقديم الرعاية الضرورية حسب منظمة الصحة العالمية. نشرت المنظمة، في بيان لها متعلق بنظافة اليدين، أن مئات الملايين من المرضى عبر العالم يصابون بحالات عدوى مرتبطة بالرعاية الصحية، لينوه ذات المصدر أن الأسباب متعددة ولا يقتصر على عدم احترام قواعد نظافة اليدين فحسب. على هذا الأساس أطلقت المنظمة برنامج ”الرعاية النظيفة رعاية أكثر مأمونية”. من جهة أخرى، جابت ”الفجر” عددا من محلات الأكل السريع لجس نبض المواطن المستهلك حول واقع نظافة اليدين قبل الأكل، فكانت التصريحات مخيفة بعد أن تأكدنا أن نظافة يدي الشخص تساهم فيها عدة أطراف، حيث كنا زبائن لدى واحد من هذه المحلات وطلبنا منه إرشادنا إلى الحمام بغية غسل اليدين قبل تناول وجبة الغذاء، فأجابنا ”دورة المياه مغلقة والمفاتيح ليست عندي، كما أن المياه منقطعة منذ يومين”، لنتجه نحو محل آخر وتكون إجابة القابض مشابهة ونشعر أنه تضايق لطلبنا. في حين أن علينا أن نشيد بخدمة تخصيص فضاء لغسل اليدين لصالح الزبائن من قبل عدد من محلات الأكل السريع بتوفير مغسلة فيها الصابون السائل وأوراق التنشيف، لننتظر تعميم الفكرة التي تعتبر بديهية على جميع هذه المحلات التي أصبحت مقصد أغلب العاملين والعاملات فترة الغذاء.