تتواصل هذه الأيام بقسم اللغات لجامعة الجزائر ببوزريعة، فعاليات الأسبوع الثقافي الإيطالي المنظم من قبل المركز الثقافي الإيطالي بالعاصمة، والذي انطلق يوم الاثنين الفارط. وتتضمن التظاهرة الإيطالية برنامجا ثريا يحتوي على مجموعة من العروض لأفلام وموسيقى، من شأنها أن تقرب الطلبة الجزائريين من اللغة الإيطالية، وفي هذا الشأن صرحت يتايا، مديرة المركز الثقافي الإيطالي بالعاصمة، أنه كل سنة ننظم بالتنسيق مع سفارة إيطاليا في كل أنحاء العالم أسابيع ثقافية حول اللغة الإيطالية وشعار هذه السنة ”إيطالية الموسيقى والموسيقى الإيطالية”. وكشفت مديرة المركز الثقافي الايطالي، أن مركزها يقوم بتقييم مجموعة من العروض الثقافية، خاصة تلك المتعلقة بالموسيقى، بحيث عند التحدث عن الموسيقى الإيطالية نتحدث عن الأوبرا، ونفكر في الموسيقى الخفيفة موسيقى نوات الخمسينيات والستينيات والثمانينات. واستطردت مديرة المركز ”يتايا” قائلة إن اللغة الإيطالية قاعدة مهمة للموسيقى خصصناها هذه الأيام بقسم اللغات بجامعة بوزريعة حيث يتواجد عدد كبير من طلبة اللغة الإيطالية والمهتمين كثيرا بها، فاليوم الجمهور جد عريض ونحاول خلال هذا الأسبوع أن نحمسهم أكثر لتطوير معارفهم. واستحسن من جهتهم طلبة اللغة الإيطالية بجامعة بوزريعة المبادرة من أجل التقرب أكثر من اللغة وتعلمها، خاصة أن البرنامج المسطر يحوي على موسيقى تسهل من فهم اللغة وأيضا تحسين مستواهم في اللغة الإيطالية. ويسير المركز الثقافي الإيطالي بالجزائر منذ سنوات في مسار لنشر وتعميم اللغة الإيطالية لدى الجزائريين، خاصة الشباب منهم على غرار الطلبة الذين يدخلون ضمن الهدف الرئيسي للسياسة التي ينتهجها المركز الثقافي. ويقوم المركز أيضا بتنظيم العديد من النشاطات الثقافية والفنية التي تسير كلها ضمن سياسة نشر اللغة الإيطالية بالجزائر، بحيث يتم تقديم دعوات لطلبة المركز وأيضا الطلبة القدامى، بهدف مواصلة ممارسة وفهم اللغة وأيضا تحسين المستوى، كما يغتنم المركز الفرصة من خلال هذه النشاطات للتقرب أكثر بالجزائريين والتعريف بالثقافة الإيطالية ككل. ونشير أن الجزائريين في السنوات الأخيرة أبدوا حماسة مهمة لتعلم اللغات الأجنبية عامة، سواء كان ذلك في المدارس الخاصة أو على مستوى الجامعات، ويعود هذا الحماس في تعلم اللغات الأجنبية لدى الجزائريين إلى العديد من العوامل، نذكر من بينها الحوافز التي تخلقها المراكز الثقافية وأيضا بعض المدارس الخاصة، والتي تتيح للطلبة الراغبين في الذهاب إلى بلدان أجنبية، في سفريات بأسعار معقولة، لتحسين مستواهم عبر ممارسة هذه اللغات مباشرة، فمثلا يتيح المركز الإيطالي فرصة لنيل منحة دراسية بجامعات ”بيروس” و”سيان” بإيطاليا، وأيضا هنالك عامل آخر يكمن في انفتاح الجزائر على العالم الخارجي خاصة في المجال الاقتصادي، مم يتيح للشباب الجزائري العثور على مناصب شغل بشركات أجنبية مستثمرة ببلادنا. ويبقى تكلم اللغة الإيطالية بالجزائر ضعيفا بعض الشيء بمقارنتها بلغات أجنبية أخرى على غرار اللغة الفرنسية التي تأتي في أولى المراتب وأيضا اللغة الإنجليزية التي تتبعها في المرتبة الثانية، وكذا اللغة الإسبانية التي يعد تعلمها أسهل. ونذكر أن المركز الثقافي الإيطالي بالجزائر يتواجد على مستوى 4 شارع يحيى مازوني بالأبيار، ويفتح أبوابه أيام الأحد والاثنين والأربعاء، بينما يمكن للطلبة الراغبين في الاطلاع على الأدب الإيطالي التوجه أيضا إلى مكتبة ”أنريكو ماتيي” المتواجدة بالمركز والتي تفتح أبوابها من السبت إلى الأربعاء. ويبقى العائق الوحيد الذي يواجه الجزائريين، خاصة الشباب الطالب، هو السعر المختار لتعلم اللغة الإيطالية والذي يقارب المليون سنتيم للمستوى الواحد، ويحتوي مسار الدورة التكوينية غالبا على 12 مستوى، لتمنح في الأخير شهادات تصادق عليها بالتعاون مع المركز الثقافي الإيطالي جامعات إيطالية عديدة، على غرار جامعات ”بيروجيا” و”سيانا” و”روما”.