* الأفالان: العلاقة الخاصة والنوعية بين البلدين لن تتحقق إلا بعد اعتراف الجلاد الفرنسي بجرائمه * حمس: الوزراء أصبحوا ناطقين رسميين باسم الدبلوماسية الفرنسية * النهضة: تصريحات لعمامرة وبوشوارب تحكمها قضايا جزئية متعلقة بمصالح اقتصادية انتقدت الأحزاب المعارضة التصريحات المتضاربة للوزراء حول طبيعة العلاقات الجزائرية الفرنسية، التي وصفها وزير الخارجية رمطان لعمامرة، بالنوعية، وقال وزير الصناعة عبد السلام بوشوارب، أنها خاصة، في حين أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني، أن العلاقة بين البلدين لا يمكن أن ترقى إلى أعلى المستويات إلا بعد اعتراف فرنسا بجرائمها، أما الموالاة فاعتبرت تصريحات الوزراء منطقية. أكد عضو اللجنة المركزية للأفالان، سمير بطاش، في اتصال هاتفي ل”الفجر”، أن تصريح الوزراء دليل على أن الجزائر تريد ربط علاقة متميزة مع فرنسا بحكم التبادلات الاقتصادية، وكذا الروابط الاجتماعية مع فرنسا، خاصة مع وجود عدد كبير من الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا، ولكن هذه العلاقة الخاصة والنوعية لن تتحقق حسبه، إلا باعتراف الحكومة الفرنسية بجرائم فرنسا الاستعمارية منذ 1830 وإلى غاية الاستقلال، وهذه عقيدة المجتمع الجزائري، مضيفا أن الجزائر لن ترتاح إلا باعتراف الجلاد الفرنسي بحقوق المظلوم الجزائري. واعتبر بطاش أن تصريحات وزير الخارجية ووزير الصناعة منطقية مع ما صرح به وزير المجاهدين، وهو أنه نعم لعلاقة متميزة مع فرنسا ولكن مرتبطة بحسابات تاريخية، وهو اعتراف فرنسا بجرائمها من تقتيل وتعذيب ونهب للثروات. من جهته، قال القيادي في حمس، فاروق سراج، في تصريح ل”الفجر”، أنه لم يستغرب من التصريحات المتضاربة للوزراء عشية الاحتفال بذكرى أول نوفمبر، موضحا أن التصريحات المتناقضة أصبحت عادة، وهو ما يؤكد حسبه، أن الحكومة الحالية غير مؤهلة، مضيفا أن الوزراء أصبحوا ناطقين رسميين باسم الدبلوماسية الفرنسية، متسائلا ما هي خصوصية ونوعية العلاقات الجزائرية الفرنسية التي يتحدث عنها لعمامرة وبوشوارب؟، ليجيب بعدها أن فرنسا لها معاملة خاصة ونوعية من الطرف الجزائري، لكن الطرف الفرنسي مازال يتعامل معنا بطريقة استعمارية بشكل آخر، وأكد أن العلاقات الجزائرية الفرنسية لا يمكن أن تكون عادية إلا بعد اعتراف فرنسا بجرائمها والاعتذار من الشعب الجزائري وتعويض الضحايا، وحسب سراج، فإنه لا يمكننا التحدث عن العلاقة بين البلدين إلا عندما تتحقق هذه الثلاثية. وفي ذات السياق، أفاد الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، في تصريح ل”الفجر”، أنه بغض النظر عن تصريحات وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، ووزير الصناعة، عبد السلام بوشوارب، التي تحكمها، حسبه، قضايا جزئية واعتبارات ظرفية متعلقة بمصالح اقتصادية وتجارية، فإن العلاقة بين البلدين لم ترق إلى أعلى المستويات، ويتطلب من الجانب الجزائري أن يركز على مبدأ المصالح المتوازنة بين البلدين، مشيرا إلى حادثة تعرض وزير الاتصال حميد ڤرين، إلى التفتيش بمطار أورلي بفرنسا، مذكرا بأنها ليست هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها وزراء في الحكومة الجزائرية لمثل هذا التصرف في فرنسا، وسبق أن تعرض وزير الإسكان عبد المجيد تبون، ووزير التجارة السابق عمارة بن يونس، لمواقف محرجة في باريس، برغم تواجدهم في فرنسا في زيارات رسمية، وفي المقابل فإن الدبلوماسيين الفرنسيين لا يتعرضون لأي تفتيش بمطار الجزائر. وحسب ذويبي، فإن المستفيد الوحيد من طبيعة العلاقات الجزائرية الفرنسية هو الجانب الفرنسي، نظرا للامتيازات الاقتصادية التي ظفر بها من خلال اتفاقيات المبرمة بين البلدين والتي لا تخدم مصالح البلاد بقدر ما تخدم الطرف الفرنسي.