* الشقيقان:” وضعنا ثقة عمياء فيها واستغلت خبرتها في القانون لحرماننا من الميراث” تابعت محكمة بئرمرادرايس بالعاصمة، نجلة العقيد والمجاهد ”بوشارب يحي” في قضية خيانة الأمانة، بعد أن راح ضحية لها في هذه القضية شقيقاها اللذان حرمتهما من ميراث والدها المتوفي بحجة اعتناقهما للديانة المسيحية. تفجير قضية الحال جاء عقب إقدام المتهمة وهي نجلة مجاهد وعقيد في الجيش الشعبي الوطني، على سحب مبالغ مالية بالعملة الصعبة، والمقدرة ب مبلغ 55ألف أورو، من حساب والدها المتوفي دون إخطار الورثة، حيث قامت بتحويل مبالغ مالية هامة بالعملة الصعبة لحسابها الخاص، كما أقدمت على الاستحواذ على عدة ممتلكات التي تعد جزءا من الميراث، من بينها عقارات، مستغلة بذلك - حسب ما دار في جلسة المحاكمة - خبرتها في مجال القانون كونها ممثلة قانونية.. الضحيتان: ”شقيقتنا استغلت مكوثنا بفرنسا وثقتنا فيها لحرماننا من حقنا في الميراث” وجاء في معرض أقوال الضحيتين، وهما شقيق وشقيقة المتهم في قضية الحال، أن شقيقتهما قامت بعد وفاة والدها بسنة 2009، بالاستيلاء على جزء من الميراث مستغلة مكوثهما خارج التراب الوطني الجزائري منذ أكثر من 20 سنة، كما أكدا أنها استغلت خبرتها في مجال القانون كونها ممثلة قانونية للاستحواذ على جزء من التركة، مستغلة بذلك ثقتهما العمياء فيها. وجاء في معرض تصريحاتهما أنها طلبت منهما الإمضاء علها على وكالة من إعداد الفريضة بغرض اقتسام الميراث بالتساوي، والتي تضم مبلغ مليار ونصف سنتيم بالعملة الصعبة، ناهيك عن عقارات تعد ملكا لوالدها، وبالتالي جزءا من الميراث. ليتفاجأ بصدور حكم غيابي في حقهما يقضي بحرمانهما من الميراث بعد أن قدمت لعالة المحكمة عنوانين خاطئين، مستنكرين بذلك أفعال شقيقتهما، خاصة أنها غيرت أقفال المنزل العائلي بالأبيار واستحوذت على مبالغ مالية هامة خاصة بإيجار محلين تجاريين، وتحويلهما لهذه المبالغ لحسابها وحساب والدتهم، ناهيك عن اتهامهما - حسبهما - باعتناق الديانة المسيحية. دفاع الضحيتين: ”البنك ساعد المتهمة في الاستحواذ على أموال موكلي” وجاء في معرض مرافعة دفاع الضحيتين، أن البنك تواطأ مع المتهمة، خاصة عقب إقدامها على تحويل مبالغ مالية هامة من رصيد شقيقيها إلى حسابها الخاص، خاصة أن هذه المبالغ هامة، وكان على البنك الرقابة بصفة أكبر، مستغربة السماح لها بكل سهولة من سحب هذه الأموال من البنك دون حسيب ولا رقيب، مؤكدة أن المتهمة فعلا قامت بسحب المبالغ المالية من حساب شقيقيها، خاصة أنها اعترفت - حسبها - بذلك أمام قاضي التحقيق، حيث جاء في معرض طلباتها إلزامه المتهمة بإرجاع المبالغ المالية المختلسة والمقدرة إجمالا ب55 ألف و554 أورو، مع تعويض مالي قدره 5 ملايين دج لكل واحد من الضحايا جبرا بالأضرار اللاحقة بهما. مرافعة دفاع المتهمة: ”المسلم لا يرثه غير المسلم.. وهما مسيحيان” وجاء في معرض مرافعة دفاع المتهمة أن الضحيتين في قضية الحال ارتدا عن الدين الإسلامي واعتنقا الديانة المسيحية، ولا يجوز لهما بأي شكل من الأشكال اقتسام التركة مع شقيقتهما وأمهما، خاصة أن ديننا الإسلامي يقول المسلم لا يرثه غير المسلم، مستغربا بذلك من اتهام موكلته بخيانة الأمانة، خاصة أنها قدمت في تواريخ سابقة وثائق تفيد أن شقيقيها اعتنقا الديانة المسيحية. كما قام دفاع المتهمة بتقديم وثائق لرئيسة الجلسة لإثبات أن الضحيتين قاما باعتناق الديانة المسيحية بأحد كنائس فرنسا، وهو ما مكن - حسبه - موكلته اقتسام التركة مع والدتها فقط. وتحت ضوء هذه المعطيات التمس وكيل الجمهورية بمحكمة بئرمرادرايس، تسليط عقوبة 18 شهرا حبسا نافذا و50 ألف دج غرامة نافذة في حق المتهمة التي استفادت من إجراءات الاستدعاء المباشر.