تستمر السعودية في فرض سياستها على الدول الأعضاء في منظمة أوبك والإبقاء على سعر البرميل أقل من 50 دولارا، وهذا ما يثير غضب الجزائر التي ستعلق عضويتها بالمنظمة في حال عدم استعداد ”أوبك” للدفاع عن أسعار النفط ومجرد العمل كأداة للنظام السعودي. اعتبر تقرير نشرته صحيفة ”ديلي تليغراف” البريطانيّة، أن السعودية قادرةٌ على القيام بما تريده خلال قمة ”الأوبك”، التي ستنعقد في فيينا اوائل الشهر المقبل، إذ تتطلع الرياض كالبلد “المهيمن على المنظمة” مواصلة ضخ النفط وابقاء الأسعار تحت خمسين دولار مقابل البرميل. وبحسب ما جاء في التقرير فإنّ حالة استياء تسود بعض الدول الاعضاء في ”أوبك” من الرياض؛ بسبب انخفاض أسعار النفط. وأشار التقرير إلى أقوال وزير الطاقة السابق لجهة وجوب النظر في تعليق عضوية بلاده بالمنظمة في حال عدم استعداد ”أوبك” الدفاع عن أسعار النفط ومجرد العمل كاداة للنظام السعودي. ولفت إلى أن الرياض تستطيع رفض مطالب دول مثل فنزويلا والإكوادور والجزائر بخفض الإنتاج ورفع الأسعار إلى ما يقارب 75 دولارا مقابل البرميل. غير أنه أضاف أن القيام بذلك يشكل انتهاكاً لميثاق المنظمة. ونقل التقرير عن المحللة السابقة في مجال النفط لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية حليمة كروفت أن ”السعودية تتصرف بما يتناقض مباشرة مع مصالح نصف أعضاء المنظمة وتجر أوبك إلى الهاوية”. وأشار في السياق ذاته إلى أن السعوديين يحتاجون أوبك، خاصة وأنها الأداة التي يستفيدون من خلالها من قوتهم ونفوذهم العالمي. وحذر التقرير أيضاً من أنه على ولي العهد محمد بن سلمان توخي الحذر، حيث سيكون من الصعب إشعال أزمة داخل أوبك بعد أشهر قليلة من توريط بلاده في حرب مع اليمن. ونقل عن كروفت بأن ذلك سيؤدي إلى ”تأجيج الغضب داخل المملكة ويعزز الاعتقاد بأنهم (أعضاء القيادة الحاكمة في الرياض) لا يعرفون ما الذي يقومون به”. كما أشارت ”ديلي تليغراف” إلى تقديرات وكالة الطاقة العالمية التي تقول أن انخفاض أسعار النفط قلصت أرباح أوبك من مبلغ ”تريليون” دولار في العام إلى 550 مليار دولار في العام، ما أشعل أزمة مالية قد تتحول إلى أزمة جيوسياسية أوسع. وتحدث التقرير عن توقعات خاطئة لأوبك لجهة استمرار زيادة الطلب على النفط، حيث أشار إلى ما تعهدت به بعض الدول قبيل مؤتمر التغير المناخي الذي سينعقد في باريس نهاية الشهر الجاري، والتي تفيد بحصول تحول جذري في المشهد العالمي على صعيد الطاقة.