* إطلاق حملة ”اليد في اليد” لمكافحة المرض بالجزائر أصبح المجتمع الجزائري أمام عدد كبير من الأمراض المعدية وغير المعدية التي تهدد الصحة العمومية، وذلك راجع لتصنيف كثير منها في قائمة الطابوهات منذ زمن طويل، لتجد الأمراض السبيل إلى التفشي فوق الحسبان. ويكون فيروس ”الإيدز” واحدا من الفيروسات التي لايزال العلم في حيرة أمام علاجه وسط تزايد عوامل مسبباته. ”السيدا، الأمراض الجنسية، السرطان..”، هذا الأخير الذي كان منذ زمن غير بعيد خبرا مرعبا لصاحبه وأهله، كما أن العلاج كان يتم خفية عن الأنظار. أما اليوم فإن السلطات المعنية وجدت نفسها أمام مسؤولية كبيرة لضخ ميزانية أكبر وتنظيم حملات تحسيسية على أوسع نطاق لتوعية المواطنين بطرق الوقاية من الأمراض السرطانية. في حين أن حامل فيروس ”الإيدز” لا يزال يُنظر إليه بالشكل الذي يجعله منبوذا اجتماعيا، ليضاف إلى ألمه الجسدي الألم النفسي الذي يحتاج فيه المجتمع الجزائري قطع أميال في التوعية الطبية لتجاوزه. الجنس ليس وحده سببا لانتقال الإيدز يؤكد الأخصائيون أن أسباب انتقال فيروس السيدا متعددة، ليبقى التواصل الجنسي السبب الرئيسي في ذلك، لكن بعضا من الذين وقعوا ضحية الإصابة به كان بسبب عدم تعقيم الأدوات الطبية داخل المستشفيات عند الاستعمال، وهذا من أبرز العوامل التي جعلت المواطن يفر إلى الخواص لعلاج نفسه حتى إن كان بمبلغ كبير. الاتصال الجنسي المباشر يسبب انتقال الفيروس إذا كان أحد الطرفين مصابا به، ويمكن أن يحدث بين الشواذ، ويشكل ما يقارب من 90 بالمائة من حالات عدوى الإيدز. ويعتبر استخدام الإبر أو أدوات ثقب الجلد الملوثة بالفيروس مثل أدوات ثقب الأذن، أدوات الحلاقة، الحجامة، والوشم غير المعقمة، فرشاة الأسنان التي يستخدمها المصابون، خاصة إذا كانت هناك جروح أوتقرحات على الأغشية المخاطية أو الجلد. كما سجلت بعض الحالات في الإصابة بالإيدز نتيجة عدم تعقيم أدوات معالجة الأسنان بالمراكز الطبية والمستشفيات، وكذا مشكلة إدمان المخدرات شديدة الصلة بانتشار الفيروس عن طريق استخدام المحاقن والإبر الملوثة، في حالة تعاطي العقاقير عن طريق الحقن الوريدية، وعموما تشكل العدوى بين متعاطي المخدرات عن طريق الحقن من 2 إلى 5 بالمائة من الحالات. وقع أطفال أبرياء ضحايا فيروس الإيدز بسبب الأم الحامل المصابة به، ويتراوح خطر احتمال انتقال الفيروس في مثل هذه الحالة بين 25 إلى 50 بالمائة إذا لم يتم إعطاء الأم العلاج في وقت مبكر. يشير الأخصائيون أنه من بين الأسباب التي ينتقل عن طريقها الفيروس، هي عملية نقل الدم أو منتجاته الملوثة به. وقد تصبح العدوى عن طريق الدم ومنتجاته مشكلة هامة في البلدان التي لم تقم بعد بتنفيذ برنامج وطني لتحري سلامة الدم وفحص المتبرعين بحثا عن العدوى بالفيروس. حملة ”اليد في اليد” لمكافحة السيدا بالجزائر تطلق الإذاعة الجزائرية، اليوم، الطبعة السادسة للحملة التحسيسية ”اليد في اليد” لمكافحة السيدا عبر مختلف شبكاتها الوطنية، وذلك بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمكافحة هذا الداء المصادف للفاتح ديسمبر من كل سنة. وأوضح مساعد المدير العام للإذاعة الوطنية المكلف بالاتصال والعلاقات العامة، محمد شلوش، أن طبعة هذه السنة ستكون مميزة وتشمل عدة ولايات من الوطن، وبمشاركة جميع الإذاعات المحلية ومختلف القنوات الاذاعية التي سترافق برامج القناة الثالثة. وأضاف ذات المتحدث أن هذه الطبعة ستتميز عن سابقتها، بتنظيم عرض تمثيلي يوم الفاتح ديسمبر بقاعة الأطلس في العاصمة، من أجل أن تكون الرسالة الموجهة للشباب أكثر قوة وعمقا. وستحتضن ساحة رياض الفتح بالعاصمة وملعب مصطفى تشاكر بالبليدة وعدة مناطق من الوطن يوم 28 نوفمبر ”سلسلات بشرية” بارتداء أقمصة وشارات تعكس التضامن الجماعي لمكافحة داء السيدا. وتتميز المبادرة أيضا بعرض وبث تسجيلات لمواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي تبين تضامنهم مع حملة ”اليد في اليد”، فضلا عن التضامن الذي أبداه 17 فنانا مع هذه المبادرة والحفل الفني المقرر تنظيمه بقاعة الأطلس في الفاتح ديسمبر المقبل.