قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في حوار حصري، أجراه مع مجلة ”جون أفريك” المهتمّة بشؤون القارة السمراء، والذي حمل غلاف عددها الأخير صورة مكبّرة له تحت عنوان ”مصير العالم يُحسم في مصر”: ”إنّ علاقة مصر بالقارة الإفريقية وثيقة ومتجذرة، وهي تسعى جاهدة لاستعادة دورها ومكانتها الإفريقيين”. تطرّق السيسي خلال الحوار الذي جاء قبيل انعقاد منتدى الاستثمار في إفريقيا بمدينة شرم الشيخ يومي 20 و21 فبراير الجاري، إلى ملفات عدة ومنها الإرهاب والأوضاع في ليبيا وسوريا. وقال الرئيس السيسي ”نحن نترجم خطابنا في هذا الخصوص إلى أفعال،” مشيرا إلى أن التوقيع في جويلية 2015 بشرم الشيخ على إقامة منطقة تجارة حرة مع ثلاث مجموعات اقتصادية أفريقية، وانعقاد منتدى إفريقيا 2016 في المدينة نفسها يهدف إلى تعزيز سياسات التعاون والمبادلات مع الدول الإفريقية. وأضاف السيسي أن مصر تسعى أيضا إلى نشر تعاليم الإسلام الحقيقي، وذلك من خلال إيفاد أئمة جامعة الأزهر إلى الخارج واستقبال طلبة الدول الإفريقية بالقاهرة. وبخصوص ليبيا، تساءل السيسي عن جدوى اللجوء لحلف الناتو دون اللجوء لكل الحلول الداخلية في ليبيا؟ وهل سيساعد الجيش الليبي في ذلك؟ وهل يمكن رفع الحظر عن الأسلحة في ليبيا حتى يتمكن الجيش من امتلاك الوسائل لفرض سلطات الدولة؟ وأجاب عن الأسئلة التي طرحها كلها بالنفي. وعن إمكانية تدخل مصر عسكريا في ليبيا ضد تنظيم ”داعش”، قال الرئيس المصري إن مصر قامت بدورها لمنع المقاتلين المتطرفين، من سوريا والعراق، دخول ليبيا، مشددا على ضرورة تجفيف منابع تمويل ودعم الإرهاب، وأوضح أن تصويت مجلس الأمن على قرار بهذا الشأن من شأنه أن يخدم عملية نشر السلام في البلاد. وأشار إلى أنّه لا يمكن التدخل عسكريا في ليبيا طالما لم يتم فحص كل الحلول الممكنة، أن الحكومة الشرعية هي تلك الموجودة في طبرق، وأن الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر. وأشار السيسي إلى أن حلف الناتو، وبعد تدخله في ليبيا وإسقاط نظام القذافي، ترك الشعب الليبي وحيدا، رهينة للعصابات المسلحة والمتطرفين، مبيّنا أنه كان من الأجدر استرداد مؤسسات الدولة ودعم الجيش.