تتوالى ردود الفعل على اللقاء الذي أجراه وزير الدفاع المصري السابق المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية المشير عبد الفتاح السيسي مع وكالة "فوكس نيوز الأمريكية" الذي تحدث فيه عن الوضع في مصر والعلاقات المصرية الأمريكية، وكذا القضايا الإقليمية خاصة فيما يتعلق بالوضع في ليبيا وسوريا والعراق. وجاءت تصريحات السيسي حول القضايا الإقليمية لتحدث حالة من الجدل، وسط حديث بأن كلامه للقناة الأمريكية بمثابة دعوة ”مبطنة” لاحتلال ليبيا من قبل حلف شمال الأطلسي ”الناتو”، وقال السيسي في المقابلة مع ”فوكس نيوز” إن مصر تحارب الإرهاب الموجود في سيناء وكذلك الموجود على الحدود المصرية الليبية. وعن الوضع في ليبيا ذكر بأن رفض حلف شمال الأطلسي نشر قوات حتى استقرار الوضع الليبي، بعد أن لقي الزعيم معمر القذافي مصرعه، أحدث نوعا من الفراغ السياسي، ما جعل ليبيا تحت رحمة المتطرفين، وأضاف السيسي ”إن التاريخ سيحاسب الأمريكيين وحلفاءهم بقسوة لأنهم تركوا ليبيا للمتطرفين الإسلاميين”. وفي السياق، فتح أحمد عبد الجواد، رئيس حزب البديل الحضاري، النار على المشير السيسي واتهمه باستدعاء التدخل الأجنبي في المنطقة وليبيا تحديدا حتى يضمن الاستقرار لمصر حين يصل للحكم، وقال ”في النهاية السيسي جنرال سابق ونهجه كسابقيه يبقى مرتبطا بالغرب وأمريكا، وهم بذلك يراعون مصالحهم المشتركة، فوجدوا أن سياسات السيسي تتوافق ونظرات التوسع والتدخل الأجنبي في الشأن العربي”، واستدل في ذلك بسكوت السيسي عن تهديدات الكيان الصهيوني تجاه قطاع غزة، كما أن أمريكا غضت الطرف عن تحركات الجيش المصري ضد مرسي. وفي تعليقه دائما على تصريحات السيسي حول الأزمة الليبية، يقول رئيس حزب البديل الحضاري في تصريح ل ”الخبر”، ”ليس غريبا على السيسي أن يبارك التدخل العسكري في ليبيا تحديدا، لوقوعها على الحدود مع مصر، في سبيل جلوسه على كرسي مصر، بحجة مواجهة الإرهاب والانفلات الأمني هناك، وكانت هناك تلميحات بالتدخل الأجنبي لأمريكا وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي منذ فترة، وإلا بماذا نفسر اللقاءات المتتالية لكاثرين آشتون التي كانت حريصة على لقائه دون غيره، حتى عندما ترك وزارة الدفاع التقت به دون مرشح آخر، وأنا هنا لا أوافق على الانتخابات المزعومة”، وأضاف ”هذه التصريحات تؤكد وجود اتفاقيات مجهزة باركها النظام الحالي والقادم أيضا، وحديث السيسي مع فوكس نيوز تأكيد على أن هذا النظام يحاول شرعنة النظام القائم، ومن مصلحة السيسي التدخل بعنف في الشأن الليبي حتى يضمن الاستقرار حين يصل للحكم، ولا يهمه في المقابل مغبة التدخل الأجنبي والثروات التي ستنهب، والتكاليف الباهظة التي سيدفعها الشعب، وبالتالي هو يقدم دليلا آخر على ولائه للغرب ثمن السكوت عن الانقلاب مقابل الموافقة على التدخل الأجنبي السافر على أي دولة عربية، حتى تفرض أمريكا مجددا سيطرتها على الشرق العربي”. من جهته، حمل محمود قطري الخبير الأمني كلا من أمريكا والناتو مسؤولية تأزم الوضع في ليبيا، وقال إن تصريحات السيسي حول الوضع في ليبيا ليس معناه استدعاء التدخل الأجنبي، موضحا ل ”الخبر”: ”الناتو وأمريكا قتلوا القذافي الذي لم يكن يملك جيشا وإنما ميلشيات وقوات مسلحة بسيطة وتركوا البلد، وأنا مع المشير في كل ما يقوله لأن ليبيا منطقة مهددة لكل دول الجوار وبخاصة مصر، حيث يقوم بعض الإرهابيين هناك بإنشاء جيش حر لمهاجمتنا، ومن هنا أعتبر كلام المشير واقعيا بعدما أصبحت ليبيا مكانا مقسما ومشرذما، وعليه لابد من اتخاذ إجراءات حازمة لضبط الأمور هناك، وأن يتدخل الجيش المصري والجزائري عن طريق جامعة الدول العربية وتحت مظلة الأمم المتحدة”.