* طهران ترفض التخلي عن حصتها في سوق النفط أكد الخبير الاقتصادي بشير مصيطفى، أن الرهان اليوم مرتبط بنجاح اجتماع وزراء نفط العراق وفنزويلا في إيران في إقناع هذه الأخيرة بخفض إنتاجها، وهو ما سيؤدي إلى استقرار أسعار النفط، داعيا في الوقت نفسه الحكومة إلى تطبيق الدستور الجديد الذي يحتوي على مواد اقتصادية هامة تمكن الجزائر من الخروج من زمن التبعية لمداخيل المحروقات. استبعد الخبير الاقتصادي بشير مصيطفى، أمس، خلال إجابته عن سؤال ”الفجر”، نجاح اجتماع وزراء النفط لإيران وفنزويلا والعراق لخفض الإنتاج، موضحا أن الرهان يعتمد على نجاحهم في إقناع إيران بخفض حصته في السوق، وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار إلى حدود 80 دولار للبرميل، ولكن التعنت الإيراني، خاصة بعد إعلان وزير نفطها بيجن نامدار زنكنه في تصريحات صحفية نشرت أمس، أن بلاده لن تتخلى علنحصتها في سوق النفط، رافضا بذلك خطة لتجميد الإنتاج عند مستوياته الحالية. وقال مصيطفى أن الأسعار لن ترتفع فوق 50 دولارا للبرميل، وعليه دعا مصيطفى إلى ضرورة إيجاد مصادر دخل جديدة تمكن من بناء اقتصاد صلب مستقل عن مداخيل البترول. وعليه اعتبر الخبير الدستور الجديد يقظة دستورية اقتصادية إستراتيجية، لاحتوائه على 10 مواد متعلقة بتنويع النشاط الاقتصادي وتكريس المعلومة الإحصائية ومحاربة كل أشكال الفساد والبيروقراطية والغش والرشوة، مضيفا أن هذا الدستور لا يوجد فيه ذكر للنفط والغاز، لأنه يطرح فكرة نمو مبني على الثروة، لأن الأشياء التي كانت تشوش على التنمية منذ الاستقلال هي ضعف التسيير والأداء الإداري والغش والبيروقراطية والفساد وعدم استغلال موارد الدولة. وقال وزير النفط الإيراني في تعليق حول إعلان روسيا والسعودية وقطر وفنزويلا استعدادهما تجميد الإنتاج عند مستويات يناير إذا قرر باقي المنتجين ذلك: ”المسألة الآن تتعلق اولا بمواجهة زيادة العرض في السوق وثانيا بأن إيران لن تتخلى عن حصتها من السوق النفطية”. وينتظر أن يعقد أمس وزراء النفط لإيرانوالعراق وفنزويلا اجتماعا ثلاثيا في طهران لدراسة المستجدات في السوق، حسبما نقلته وكالة الانباء الإيرانية ”إرنا”. من جهته اعتبر مندوب إيران لدى منظمة الدول المصدرة للنفط ”أوبك” أن مطالبة بلاده بتجميد حجم إنتاجها النفطي عند مستوياته الحالية ”أمرا غير منطقيا”. وأوضح إن إيران ستواصل زيادة الإنتاج إلى أن تصل إلى مستوى إنتاجها قبل فرض العقوبات الدولية عليها بسبب برنامجها النووي. وقال المندوب في تصريحات صحفية ”مطالبة إيران بتجميد مستوى إنتاجها غير منطقية. عندما كانت إيران تخضع للعقوبات رفعت بعض الدول إنتاجها وتسببت في هبوط أسعار النفط. كيف يمكن لها أن تتوقع الآن من إيران أن تتعاون وتدفع الثمن”. وأضاف: ”لقد قلنا مرارا أن إيران سترفع إنتاجها النفطي إلى أن يصل إلى مستوى ما قبل العقوبات”. وكانت روسيا والسعودية وفنزويلا وقطر اتفقت، أول أمس، على تجميد الإنتاج عن مستويات يناير الماضي، ولكن الاتفاق مشروط بمشاركة باقي المنتجين. وبهذا الخصوص، قال مصيطفى أن هذه الخطوة في حال نجاحها فإنها سترفع الأسعار في المدى القصير أي خلال سنة 2016 إلى غاية المنتصف الثاني من سنة 2017، وهذا ما سيوقف نزيف الأسعار مؤقتا ما سيوفر للجزائر ما سيوفر الجباية النقدية. شهدت أسعار النفط الخام ارتفاعا طفيفا خلال تداولات جلسة أمس، وذلك بعد تذبذب كبير في حركة النفط خلال جلسة أمس، بسبب تأثره بقيام أوبك بتجميد معدلات الإنتاج عند مستويات الشهر الماضي، الأمر الذي زاد من المخاوف بشأن تخمة المعروض في الأسواق العالمية. وفي هذا الصدد، تتداول أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي، أمس، عند مستوى 29.35 دولار للبرميل وذلك بعد أن افتتح جلسة اليوم عند المستوى 29.25 دولار للبرميل ليسجل ادني مستوى عند 29.15 دولار للبرميل يأتي هذا بعد أن ارتفع يوم أمس إلى أعلى مستوياته في أسبوع عند 31.53 دولار للبرميل قبل أن يعود السعر ويغلق عند المستوى 29.24 دولار للبرميل.