ارتفاع طفيف لسعر البرميل وترقب حذر لسوق النفط أعطت إيران أمس الأربعاء إشارات على رفضها المبادرة التي تقدم بها أربعة من كبار المنتجين (السعودية، روسيا، قطر وفنزويلا) لتجميد أسعار النفط عند مستويات شهر جانفي الماضي، ما يهدد المبادرة بالفشل ويعيد الأمور إلى نقطة الصفر. ونقلت وكالات أخبار عالمية، أمس، عن مسؤولين إيرانيين أن "الجمهورية الإسلامية ستتبنى نهجا متشددا في المبحاثات التي تهدف إلى إقناعها بالمبادرة"، مؤكدين أن ايران "ستواصل الإنتاج وضخ مزيدا من العروض في الأسواق إلى أن تبلغ مستويات ما قبل فرض العقوبات الدولية". ونقلت صحيفة شرق اليومية الإيرانية عن مندوب إيران لدى منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، مهدي عسلي، قوله "مطالبة إيران بتجميد مستوى إنتاجها غير منطقية... عندما كانت إيران تخضع للعقوبات رفعت بعض الدول إنتاجها وتسببت في هبوط أسعار النفط... كيف يمكن لها أن تتوقع الآن من إيران أن تتعاون وتدفع الثمن؟"، لتضيف الصحيفة على لسان المتحدث قوله: "لقد قلنا مرارا إن إيران سترفع إنتاجها النفطي إلى أن يصل إلى مستوى ما قبل العقوبات". وقال محللون إن تجميد الإنتاج عند المستويات القياسية التي جرى تسجيلها في جانفي الماضي لن يساهم كثيرا في التخلص من تخمة المعروض. وفي هذا السياق، نقلت وكالة "رويترز" للأنباء، أمس، عن ديفيد هافتون وهو محلل لدى "بي.في.إم"، قوله إن "السوق بحاجة إلى خفض مستويات الإنتاج وليس تجميدها." وبإلقاء نظرة على الاسواق، فإن تداولات أسعار النفط لم تتأثر كثيرا بالأنباء حول العرض السعودي الروسي وحتى بتلميحات إيران لرفضه، حيث سجل ارتفاعا طفيفا لخام برنت ب 92 سنتا فقط إلى 33.10 دولار للبرميل بحلول الساعة 11.05 بالتوقيت العالمي، صباح أمس، بعد أن هبط 1.21 دولار عند التسوية في الجلسة السابقة. في حين ارتفع الخام الأمريكي 68 سنتا إلى 29.72 دولار للبرميل. وبموجب مقترح قد يؤدي إلى أول اتفاق عالمي منذ 15 عاما بشأن إنتاج النفط، سيجمد كبار المنتجين ومن بينهم السعودية وروسيا إنتاجهم عند مستويات جانفي، لكن الرياض قالت أول أمس إن الاتفاق مشروط بتعاون كبار المنتجين الآخرين. للتذكير يعود آخر اتفاق عالمي يشمل منتجين من داخل أوبك وخارجها إلى عام 2001 عندما اقتنعت المملكة العربية السعودية والمكسيك والنرويج وروسيا بالإسهام في خفض الإنتاج، رغم أن روسيا لم تلتزم أبدا بهذا الاتفاق ورفعت صادراتها من الخام والحقيقة اليوم أن إنتاج المملكة وروسيا قرب مستويات قياسية عند 10 ملايين برميل لكل منهما تمثل تعقيدا لفرص التوصل إلى أي اتفاق جدي.