تسير وتيرة أشغال تشييد مركب الحديد والصلب ”بلارة” ببلدية الميلية، 60 كلم شرقي الولاية جيجل، بشكل مقبول، الأمر الذي أثلج صدور الرسميين ومواطني المنطقة على حد سواء لرؤية هذ المشروع، الذي أعطيت إشارة انطلاقه في مارس 2015 من طرف الوزير الاول عبد المالك سلال بمعية الوزير القطري، اللذين وقعا على الميلاد الرسمي لشركة ”ألجيريان قطر ستيل” المكلفة بتسيير هذا المشروع الإقتصادي الهام. حسب معطيات رئيس مشروع بلارة، فإنه تم لحد الآن وضع 600 و تد 27 دعامة لوحدات التصفيح الثلاث لمركب الحديد والصلب الجاري، وسيتكفل ال 1500 وتد المزمع وضعه العمود الفقري لمركب الحديد الصلب، الذي سيشرع في تجاربه الأولى في سبتمبر 2016، فيما سيدخل مرحلة الإنتاج الفعلي في سنة 2017، حسبما أوضحه ذات المصدر، مشيرا إلى انه سيتم القيام بتركيب تجهيزات الإنتاج الخاصة بأول وحدة تصفح في شهر ماي المقبل. وسينتج مركب بلارة الذي سيوفر 2000 منصب شغل مباشرة في مرحلته الأولى حوالي مليوني طن من الفولاذ المسطح والفولاذ الخاص، اللذين سيستغلان أساسا في صناعة السكك الحديدية، مضيفا أن هذه الوتيرة من الأشغال ستسمح باحترام مخطط الأشغال، إذ تقضي بالشروع في التجارب الأولى في السنة الجارية، فيما سيدخل مرحلة الانتاج الفعلي في عام 2017. للعلم، حددت عملية إنجاز المصنع ب 20 شهرا وتبلغ تكلفة المشروع مليار دولار، وسيخلق حركة اقتصادية غير مسبوقة وقفزة نوعية لولاية جيجل، إذ ستصبح القطب الثاني بعد مركب الحجار بعنابة وتتحول إلى عاصمة الحديد والصلب على المستوى المغاربي، حسب ما أكده وزير الصناعة والمناجم سابقا. كما سيساعد الجزائر على تقليص فاتورة استيراد الفولاذ ويضفي ديناميكية كبيرة على منطقة جيجل والمدن المجاورة لها في شرق البلاد، خاصة في مجالي النقل واستغلال ميناء جن جن وشبكة السكة الحديدية وتوفير الفولاذ بمختلف أنواعه. وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع في حدود مليوني طن من حديد البناء والخيوط الحديدية الطويلة، وسيتم استعمال تقنية الاختزال المباشر بالغاز الطبيعي وكريات الحديد كمادة أولية لصناعة حديد البناء والخيوط الحديدية . وفي سياق متصل، تخصص المرحلة الثانية للمشروع إنتاج أنواع جديدة من الصلب الخاص الذي سيستخدم في صناعات عديدة، أبرزها صناعة السيارات والفولاذ المسطح، بالإضافة إلى إنتاج الأنابيب دون تلحيم، وذلك للحد من إيرادات الحديد والصلب بالجزائر. من جانب آخر تشهد منطقة بلارة إنجاز محطة الكهرباء بطاقة 1600 ميغاواط بإتفاق قطري جزائري لتموين المشروع بالطاقة الكهربائية، على أن يتم ربطها بالشبكة الوطنية للاستفادة من فائض الكهرباء، الذي يفوق حاجة المحطة، إذ يتوقع أن تبلغ تكلفة إنتاجها حوالي مليار دولار. ومن المتوقع أن يشرع المصنع في الإنتاج خلال السداسي الثاني من سنة 2017، حيث سيوفر 1500 منصب شغل ونحو 1500منصب شغل آخر غير مباشر. كما وصلت نسبة الاشغال بمحطة توليد الكهرباء ببلارة نسبة 41 ويوجد المشروع حاليا في مرحلة الهندسة المدنية، إذ تم وضع الأساسات قبل الشروع في مرحلة تركيب المحطة. للعلم، فإن كل التجهيزات الخاصة بالمحطة قد تم اقتناؤها، ويتعلق الأمر بالتوربينات والمولدات وسيتم تركيبها حال الإنتهاء من أشغال المحطة. ومن المتوقع أن تدخل هذه المحطة ذات القدرة 1600 ميغاواط مرحلة إنتاج الطاقة الكهربائية بداية سنة 2017 بموازاة دخول مركب الحديد والصلب مرحلة الإنتاج. وقد علمت ”الفجر” من مصادر موثوقة أن البيوت القريبة من المنطقة الصناعية ستتعرض لعملية تهديم مقابل تعويض أصحابها بسكنات. ويبقى التخوف المشروع لمواطني المنطقة يكمن في كيفية معالجة الانبعاثات الغازية ومدى تأثيرها في المحيط والبيئة.