وضع الوزير الأول عبد المالك سلال رفقة رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لدولة قطر، عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، أمس، بولاية جيجل حجر أساس إنجاز مركب بلارة للحديد والصلب. وكان وزير الصناعة والمناجم ، عبد السلام بوشوارب قد اشرف من مقر ولاية جيجل على حفل توقيع عقد إنجاز مركّب الحديد والصلب بمنطقة "بلارة" بين الجزائريةالقطرية للصلب وشركة "دانييلي" الإيطالية التي أوكلت لها مهمة بناء منشآت المركّب. وقد وقع على عقد الإنجاز من جانب "الجزائريةالقطرية للصلب" رئيس مجلس الإدارة شيبوب حسناوي، وعن الطرف الإيطالي الرئيس المدير العام لشركة "دانييلي"، بينيديتي جيانبيترو"، حيث ستتكفل بذلك هذه الأخيرة بعملية إنجاز المصنع في مدة حددت ب20 شهرا. وتبلغ تكلفة المشروع ملياري دولار، وسيخلق حركة اقتصادية غير مسبوقة بها ويمكن من تحقيق قفزة نوعية لولاية جيجل ، التي ستصبح القطب الثاني –بعد مركب الحجار- لتتحول إلى "عاصمة الحديد والصلب" على المستوى المغاربي، حسبما أكده وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب . وسيساعد الجزائر على تقليص فاتورة استيراد الفولاذ، كما أنه سيضفي دينامية كبيرة على منطقة جيجل والمدن المجاورة لها في شرق البلاد، لاسيما في مجال النقل واستغلال ميناء جيجل وشبكة السكة الحديدية وتوفير الفولاذ بمختلف أنواعه . وتبلغ الطاقة الإنتاجية الأولية للمصنع في حدود مليوني طن من حديد البناء والخيوط الحديدية الطويلة، وسيتم استعمال تقنية الاختزال المباشر بالغاز الطبيعي، وكوريات الحديد كمادة أولية لصناعة حديد البناء والخيوط الحديدية، على أن يتم استيراد المادة الأساسية المتمثلة في كريات الحديد من الخارج، حيث تتوافر مجموعة "قطر ستيل الدولية" على مصنع لإنتاج كريات الحديد في دولة البحرين. وستخصص المرحلة الثانية من المشروع لإنتاج أنواع عديدة من الصلب الخاص، الذي يستخدم في صناعات عديدة، منها صناعة السيارات والفولاذ المسطح الذي سيستخدم في صناعة السكك الحديدية، بالإضافة إلى إنتاج الأنابيب بدون تلحيم، للحد من واردات الحديد والصلب بالجزائر. ويعود رأسمال المركب بنسبة 51 بالمائة إلى مؤسسة سيدار والصندوق الوطني للاستثمار وبنسبة 49 بالمائة إلى "قطر انترناشيونال" شركة مختلطة تضم كلا من "قطر ستيل" و"قطر مينينغ". وغير بعيد عن المشروع العملاق ، يتم إنجاز محطة للطاقة الكهربائية بطاقة 1200 ميغاواط بمنطقة بلارة، باتفاق جزائري قطري لتموين المشروع بالطاقة الكهربائية، على أن يتم ربطها بالشبكة الوطنية للاستفادة من فائض الكهرباء، الذي يفوق حاجة المحطة التي يتوقع أن تبلغ تكلفة إنتاجها حوالي ملياري دولار.. ومن المنتظر أن يشرع المصنع في الإنتاج خلال السداسي الثاني من سنة 2017 حيث سيوفر 1500 منصب شغل مباشر ونحو 1500 منصب غير مباشر. وأبدى بعض من مواطني ولاية جيجل سعادتهم بتحقيق هذا المشروع الحلم الذي سيجعل المنطقة قطبا اقتصاديا بامتياز ، ويوفر 3 آلاف منصب شغل مما يساهم في امتصاص البطالة بالولاية. وكان رئيس مجلس الوزراء القطري قد حل أمس الأحد بالجزائر في إطار زيارة عمل وصداقة تدوم ثلاثة أيام بدعوة من سلال.وتندرج هذه الزيارة في إطار الحوار السياسي الذي يقيمه البلدان على أعلى المستويات. وسيتم تناول مجمل المسائل المرتبطة بتطور العلاقات الثنائية في بعديها السياسي والاقتصادي بالدراسة المعمقة. كما سيتم التطرق لتشجيع الاستثمارات والشراكة في قطاعات الصناعة والسياحة و البتروكيمياء.