كشف عبد الكريم عبيدي، ممثل الجالية الجزائرية في ليبيا، ل”الفجر”، أن حوالي 4 آلاف جزائري يتواجدون في ليبيا هم في خطر، ومهددون بالموت، جرّاء تدهور الأوضاع الأمنية في هذا البلد، خاصة مع تنامي النشاط الإرهابي واستحواذ تنظيم ”داعش” الإرهابي على عدد من المدن الليبية، بالإضافة إلى المواجهات الدامية اليومية بين مختلف الميليشيات الليبية، ما جعل الرعايا الجزائريين بليبيا يناشدون السلطات العليا الإسراع في عملية إجلائهم، من خلال إرسال طائرة خاصة لنقلهم إلى الجزائر، أو الإسراع في تجديد جوزات سفرهم التي ينتظروها منذ شهر نوفمبر الماضي. قال عبد الكريم عبيدي إنه وبسبب غلق السفارة الجزائريةبطرابلس، منذ سنوات، فقد عانى أفراد الجالية الجزائرية في ليبيا الأمرّين، وتابع بأنه بعد أن انتهت صلاحية جوزات سفرهم قاموا بإجراءات تجديدها عبر القنوات الرسمية المعهودة، ولكن وبسبب غلق السفارة الجزائريةبطرابلس، تم نقل عملية إيداع الملفات والوثائق اللازمة لتجديد حوزات السفر إلى القنصلية الجزائرية بمدينة قفصة التونسية، ومنذ 24 نوفمبر الماضي، تاريخ إيداع ملفاتهم، وهم ينتظرون اتصالا أو استدعاءً لتسلم جوازاتهم، لكن لم يحصل ذلك، وبقوا عالقين دون وثائق. وأضاف المتحدث أن عدد أفراد الجالية الجزائرية في ليبيا، حسب آخر إحصائيات وزارة الخارجية والتعاون الدولي، كان يقدر بحوالي 10 آلاف جزائري، تم إجلاء 8500 منهم بعد تدهور الأوضاع الأمنية بليبيا سنة 2011، فيما رفض البقية مغادرة ليبيا لأسباب عائلية ومهنية وشخصية، وقدر عدد الذين لا يزالون في ليبيا، بحوالي 4 آلاف جزائري، معظمهم غير مسجلين في الممثليات الديبلوماسية الجزائرية بسبب غلقها منذ نحو سنتين. وأشار إلى أن أغلب الجزائريين ناقمين بسبب تواجدهم دون وثائق بعد انتهاء مدة صلاحية جوازات سفرهم، وأضاف أن عددا كبيرا منهم كانوا قد تركوا جوازاتهم لدى القنصلية العامة في طرابلس التي أغلقت مكتبها وغادرت دون أن يتمكنوا من استردادها حتى اليوم. وبسبب الشكاوى اضطرت وزارة الخارجية للتحرك وسارعت إلى فتح مكتب خاص بالجالية الجزائرية في ليبيا، بمدينة قفصة التونسية، وهو ما اعتبره ممثل الجالية الجزائرية في ليبيا، قرارا متأخرا، خاصة وأن معظم الجزائريين يقطنون في ”النقاط الساخنة وبؤر التوتر والنزاع في ليبيا”، ما يُصعّب على الكثير منهم التحرك والانتقال في ظل هذا الوضع الأمني الخطير، إلى الحدود التونسية، ومن ثمة إلى التونسية لتسوية أمورهم الإدارية، وكشف أن ”عائلة جزائرية تتكون من 6 أفراد لقوا حتفهم، إثر تفجير السيارة التي كانوا على متنها، بمنطقة ورشفانة، وهم في طريقهم إلى الحدود التونسية، ما جعل العبور إلى قفصة التونسية لتجديد جوزات السفر مهمة مستحيلة إن لم نقل قاتلة”. وكشف لعبيدي أن هناك عددا معتبرا من المواليد الجزائريين الجدد لم يتم تسجيلهم منذ سنة 2014، في القنصلية الجزائرية لنفس الأسباب، وأن أهاليهم في حيرة من أمرهم، مشيرا في سرده لبعض الحقائق عن أوضاع الجالية الجزائرية في ليبيا، إلى أن هناك عدد من الجزائريين تعرضوا للقتل ولايزالون معرضين للموت، في مناطق متفرقة من ليبي،ا ولم يتم الإعلان عن ذلك بسبب عدم حيازتهم على الوثائق التي تثبت جزائريتهم”. 3500 جزائري مقيمون في ليبيا ينتظرون العودة إلى الوطن كشف مصدر مسؤول بوزارة الخارجية والتعاون الدولي ل”الفجر”، أن عدد الجزائريين في ليبيا، يقدر ب3500 مواطن جزائري، وهو رقم تقريبي وغير رسمي، بالنظر للظروف التي تشهدها ليبيا منذ 2011، إلى جانب غلق السفارة الجزائرية وجميع الممثليات الديبلوماسية الجزائرية. وأبرز أن هناك من توفي دون تسجيله، وهناك من سُجن، ومن وُلد، وغيرها من الأمور التي لا تسمح بتحديد الرقم الحقيقي للجزائريين المقيمين في ليبيا في الوقت الحالي. وبرر المتحدث غلق مكاتب التمثيل الدبلوماسي للجزائر بليبيا، سواء السفارة أم القنصيلة، بوجود تهديد مباشر من قبل ميليشيات ليبية مسلحة، لكنه أشار إلى أن وزارة الخارجية قامت بفتح مكتبين خاصين بالجالية الجزائرية في ليبيا، واحد بقفصة التونسية، والآخر بغدامس الليبية على الحدود الجزائرية، وقال إن مكتب قفصة، استلم حوالي 1000 طلب تجديد أو استخراج جواز سفر حتى شهر فيفري الماضي، وأن مصالح وزارة الشؤون الخارجية تعمل على قدم وساق من أجل تسوية هذه الأمور حتى تسمح للمعنيين بالعودة إلى أرض الوطن، أما مكتب غدامس الليبية، فإن عدد طلبات الحصول على جوزات السفر من طرف أفراد الجالية الجزائرية، فهو قليل، بسبب الظروف الأمنية وبعد المسافة، على اعتبار أن معظم أفراد الجالية الجزائرية يقيمون بمنطقة الشرق الليبي، وفي طرابلس، بنغازي، الزاوية، مصراتة، درنة وسبها. جزائريون يُناشدون السلطات الجزائرية إعادة أهاليهم من ليبيا عمي ”حمدان زتي” من مدينة عين كرشة، بولاية أم البواقي، كان مقيما في ليبيا لمدة 20 سنة، ولكنه فضّل العودة إلى أرض الوطن بعد تدهور الأوضاع الأمنية وتحطيم منزله من طرف بعض الميليشيات الليبية، وقد ترك ابنته بمدينة الزنتان الليبية، رفقة زوجها الليبي، وأبناءها الأربعة، قال انه يتصل بشكل يكاد يكون يوميًا، بابنته، للاطمئنان عليها وعلى أفراد أسرتها، وقد أبلغته برغبتها الكبيرة في العودة إلى الوطن، لكن انتهاء صلاحية حواز سفرها، حال دون تحقيق رغبتها. أما خالتي ”دوجة عمراني” من قسنطينة، فقد أبلغتنا أن لديها 5 أبناء، تتراوح أعمارهم بين 25 و45 سنة، جميعهم لا يزالون في ليبيا، متزوجون من ليبيات، وقد حاولوا العودة إلى الجزائر، خاصة بعد تدهور الوضع الأمني، لكنهم بقوا عالقين بسبب عدم حصولهم على جوزات السفر. أزيد من 100 جزائري قُتلوا في ليبيا منذ 2011 من جهة أخرى، كشف ممثل الجالية الجزائري في ليبيا، عبد الكريم لعبيدي ل”الفجر”، أنه تحصل على رقم مخيف حول عدد الجزائريين الذين لقوا حتفهم جراء الاقتتال الحاصل في البلاد منذ سنة 2011، ورغم إقراره بأن العدد غير رسمي، إلا أنه أشار إلى مقتل حوالي 100 جزائري، وقال إن هناك 10 جثث لرعايا جزائريين تتواجد منذ أزيد من 3 أشهر بمصالح حفظ الجثث لمختلف المستشفيات الليبية، وأن بعض المستشفيات الليبية قررت التخلص من هذه الجثث بعد أن طالت المدة دون أن يتقدم أحد لاستلامها، وتم دفنها في مقابر جماعية في أماكن مجهولة، مبرزا أن هناك حوالي 20 جثمان لجزائريين تنتظر العودة إلى أرض الوطن.