كشفت مصادر عليمة ل”الفجر”، أن تاريخ عودة الفرن العالي بمركب الحجار للنشاط مجددا نهاية الشهر الجاري مستحيلة الحدوث نتيجة فشل الفريق التقني الايطالي ”فريتي” في عملية الصيانة والتهيئة والتي استلمها فريق آخر من بلجيكا هو بصدد التسابق مع الزمن لإعادة الحياة لقلب الحجار الذي يبدو أنه سيتوقف عن النبض نهائيا. تؤكد جميع المؤشرات الاقتصادية السلبية التي تتخبط فيها ورشات الحجار، جراء شبه انعدام الإنتاج بسبب توقف الفرن العالي عن النشاط منذ أكتوبر من السنة الفارطة، غلق أبواب عملاق الحديد والصلب، الذي يكون قد استهلك غلافا ماليا يقدر ب355 مليون دولار وغلافا ماليا آخر من الحكومة بمصادقة لجنة مساهمات الدولة قدر ب6 ملايير دينار لتغطية الأجر الشهري ل5000 عامل واستيراد مادة الكوك والمواد النصف مصنعة المسطحة منها والطويلة لتزويد ورشات الإنتاج وتفادي غلقها نهائيا، غير أن هذه الحلول الترقيعية يبدو أنها لن تجدي نفعا في محاولات إعادة الحياة لقلب الحجار الذي تعاقبت عليه فرق تقنية من جميع أنحاء العالم على غرار روسيا وجنوب إفريقيا منذ السنة الفارطة لكن دون جدوى ليبقى الوضع على حاله بتغيير الفرق التقنية التي فشلت جميعها في هذه المهمة التي يبدو أنها مستحيلة. الواقع الاقتصادي المتأزم الذي خلفه الشريك الهندي لاكاشمي ميتال في مركب الحجار بعد حلبه 10 سنوات كاملة دون أي إضافة، انعكس بشكل عميق على وضعية الورشات التي أغلقت أبوابها الواحدة تلو الأخرى، على الرغم من تخصيص 1 مليار دولار لملف الاستثمار الذي دخل حيز التطبيق الفعلي، غير أن التسيير الإداري الغير مستقر نتيجة عدم تحديد تفاصيل المرحلة الانتقالية التي أعقبت استعادة كامل أسهم الحجار كانت قد ألقت بضلالها على عديد القرارات المفصلية التي عرفت شدا وجذبا بين المسؤولين على قطاع الصناعة والاستثمار في الجزائر وتحديدا في مركب الحجار، الذي ينتظر قرارات لجنة مساهمات الدولة مباشرة بعد الإبقاء على وضعية الفرن العالي نهاية الشهر الجاري، ما سيرهن بشكل واضح مصير المركب الذي يعاني التذبذب بين الإبقاء على أبوابه مفتوحة من غلقها نهائيا وطي هذا الملف الاقتصادي الشائك.