تحول شاطئ واد زهور، 60 كلم شرقي الولاية جيجل والتابع اداريا لولاية سكيكدة، إلى قبلة للمصطافين ومزار لعشاق البحر والطبيعة من داخل الولاية وخارجها، حيث أدى فتح هذا الشاطئ الذي يعد من أروع شواطئ عاصمة الكورنيش لجماله ونقائه وهدوءه، إلى ظهور حركة كثيفة على مستوى الطريق الرابط بين مدينة الميلية ومجموعة من القرى، على غرار تانفدور ومشاط وبني فرڤان. قال مواطنون يقطنون بمنطقة بني فرقان شمال مدينة الميلية ل"الفجر"، إن عودة المصطافين إلى شواطئ واد زهور قد أثرت على مختلف مناحي قرى بلدية الميلية إيجابا بالنظر لأهمية ذلك في الجانبين الاقتصادي والاجتماعي، مضيفين أن هذه الحركية السياحية التي غابت عن المنطقة لعقدين من الزمن بسبب الأزمة الأمنية التي مرت بها البلاد عامة وضربت الولاية خاصة، وأدت إلى هجرة غالبية سكان المنطقة فرارا من الموت والدمار بحكم الطابع التضاريسي الجبلي للمنطقة التي كانت مرتعا للجماعات المسلحة، قد عرفت يقظة ونهضة في السنين الأخيرة بفعل عودة السكان إلى أملاكهم وأراضيهم، ناهيك برامج الدعم الفلاحي التي ساهمت في تثبيت السكان وتنويع الإنتاج الفلاحي، إلى درجة أن البطيخ الأحمر الذي ينتج بواد زهور صار من أجود أنواع البطيخ في بلادنا. وحسب عدد من المصطافين، فإن شواطئ واد زهور تتميز عن الشواطئ الأخرى بالنظر لتوفر عدة عناصر طبيعية به تسر الناظرين مياه عذبة ونقية وغير ملوثة وأشجار عالية وكثيفة تشرف على الشاطئ الرملي، لا تسمح بتغلغل أشعة الشمس، حيث يحبذ البعض من المصطافين النوم في أحضانها وطهو الطعام وتحضير مختلف الأطباق المشوية على الفحم في الهواء الطلق مايعطي مذاقا مميزا لمختلف هذه المأكولات اللذيذة. وما زاد في تسهيل حركية التنقل إلى شاطئ واد زهور هو تهيئة الطريق الرابط بين مدينة الميلية وبني فرقان مرورا بمقطع تانفدور، الذي كان النقطة السوداء المعرقلة لتنقل المواطنين، سواء إلى الشاطئ أو إلى المنابع الطبيعية لقرية مشاط التي صارت تجلب إليها المواطنين من بلدية الميلية وبعض البلديات المجاورة لتعبئة قاروراتهم وبراميلهم بالمياه العذبة والطبيعية. وتسعى بلدية الميلية التي يترأسها حاليا بولعيد رزقون، إلى استغلال منفدها البحري الشمالي الوحيد بني فرڤان وواد زهور لكسب موقعا سياحيا مرموقا عبر إقليم الولاية، في انتظار دعم المنطقة بإنجازات جديدة مستقبلا خدمة للتنمية والقطاع السياحي بصفة خاصة. للعلم فإن إدارة البلدية قد حضرت لموسم الاصطياف مند أواخر شهر ماي، حيث دعا مسؤولوها كافة مواطني البلدية إلى حملة تطوعية تتمثل في تنظيف شاطئ واد زهور، كمحاولة للنهوض بهذه المنطقة وإعادة الاعتبار لها في انتظار تجسيد مشروع تهيئة المنطقة وإنجاز طريق الكورنيش بين الولايتين جيجلوسكيكدة اللذين يعدان الحل الأمثل لإزالة العزلة عن المناطق الشمالية لمدينة الميلية المطلة على شريط ساحلي هام، والمتميزة بغطاء نباتي هائل يحتاج إلى تأهيل وتحويل لمنشآت سياحية تضمن إيرادات مالية للدولة والمواطن على حد سواء وتجسد سياسة الدولة الرامية لتحقيق تنمية مستدامة.