سيتوجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم، إلى سان بطرسبرغ الروسية للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في زيارة تهدف إلى طي صفحة الخلاف الذي طرأ على العلاقات بين البلدين إثر إسقاط تركيا مقاتلة روسية على الحدود السورية في نوفمبر الماضي. ومن المنتظر أن تتصدر الملفات الاقتصادية بين تركياوروسيا، جدول أعمال القمة الأولى للرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، عقب أزمة إسقاط المقاتلة الروسية في نوفمبر الماضي. ومن المتوقع أن تتمحور المحادثات حول سبل تحقيق الأهداف التجارية التي كانت محددة بين الطرفين قبل الأزمة، والتي تتمثل برفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 100 مليار دولار، إضافة إلى مناقشة مشاريع الطاقة، والسياحة وتجارة المنتجات الصناعية والغذائية، والاستثمارات المتبادلة. وقال أردوغان في مقابلة مع وكالة ”تاس” الروسية، إن ”هذه الزيارة ستكون تاريخية وبداية جديدة. وأنه واثق من ”فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية خلال المحادثات مع صديقي بوتين. ولا بد لبلدينا عمل الكثير”. كما أكّد الرئيس التركي على أهمية دور موسكو في تسوية الأزمة السورية، قائلا ”من المستحيل التوصل إلى حل للأزمة السورية دون مشاركة روسيا. وسيكون بإمكاننا تسوية الأزمة السورية فقط بالتعاون مع روسيا”.وفي السياق رفعت السلطات التركية، أمس، الحظر الذي كان مفروضا على الوصول لموقع وكالة الأنباء ”سبوتنيك” الروسية في تركيا، منذ أفريل الماضي. وتهدف محادثات سان بطرسبرج بين الرئيسين التركي والروسي إلى إنهاء فترة من التوتر سببها إسقاط تركيا طائرة حربية روسية بالقرب من الحدود السورية في نوفمبر الماضي. وفرضت روسيا عقوبات تجارية على تركيا، وتراجع عدد السياح الروس الذين يزورون تركيا بنسبة 87 في المئة في النصف الأول من عام 2016. ووفقاً للمعلومات التي تمّ تجميعها من البيانات الصادرة عن هيئة الإحصاء التركية، وخدمة الإحصاء الفيدرالي الروسية، فإنّ روسيا كانت تحتل خلال العام الماضي، المركز الثاني ضمن قائمة الدول الأكثر استيراداً للمنتجات التركية، فيما كانت تحتل المرتبة الثالثة بين الدول الأكثر تصديراً إلى تركيا. ووصل حجم التجارة الخارجية بين موسكو وأنقرة في عام 2008، إلى 38 مليار دولار، إلّا أنّ الركود الذي أصاب الاقتصاد الروسي نتيجة انخفاض أسعار النقط، أدّى إلى تراجع هذه القيمة إلى حدود 23.3 مليار دولار، مع حلول عام 2015. وعقب حادثة إسقاط المقاتلة الروسية، تدنى حجم التبادل التجاري بين الطرفين بشكل ملموس، حيث تراجعت نسبة الصادرات التركية إلى روسيا خلال النصف الأول من العام الحالي، بنسبة 60.5 بالمائة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، واستقرت قيمتها عند 737 مليون دولار. وينتظر أن يساهم اللقاء بين الرجلين، في وضع خارطة طريق لمستقبل العلاقة بين البلدين، ما يضفي على اللقاء بعدا إقليميا هاما، خاصة أن تركياوروسيا من الدول التي يمكن أن تلعب دورا هاما في التوصل لحل للأزمة السورية.