❊ توقيع إعلان مشترك للنوايا السياسية في أول اجتماع وزاري رفيع المستوى ❊ المشروع فرصة استراتيجية لدعم التكامل الطاقوي بين الجزائر وأوروبا ❊ الجزائر برؤية طموحة لتحقيق التنمية المستدامة وتجاوز التحديات المناخية تكلّل الاجتماع الوزاري الرفيع المستوى الأول حول مشروع ممر الهيدروجين الجنوبي الذي شارك فيه وزير الدولة وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجدّدة، محمد عرقاب، أمس بروما، بالتوقيع على الإعلان المشترك للنوايا السياسية، بحيث أكدت الأطراف الموقّعة نيتها لتعزيز التعاون لتطوير هذا المشروع الاستراتيجي الذي يربط مواقع الإنتاج في الجزائر بالاتحاد الأوروبي، وذلك من خلال تعزيز التعاون ضمن مجموعة عمل خماسية مشتركة. بمقتضى الإعلان المشترك الموقّع، تقر الأطراف بالإمكانات الكبيرة للجزائر وتونس في إنتاج الطاقة المتجدّدة والهيدروجين الأخضر، وضرورة تعزيز أمن الطاقة بين المنطقة والاتحاد الأوروبي لدعم النمو الأخضر، كما تؤكد على أهمية تطوير محطات الهيدروجين والبنية التحتية المرتبطة بها، وتسريع الانتقال الطاقوي المستدام لتحقيق الأهداف المناخية العالمية، مع التركيز على جذب الاستثمارات في الجزائروتونس لدعم السوق المحلية وخلق فرص عمل وتعزيز الابتكار. وأوضح بيان لوزارة الطاقة، أن الاتفاق يشدّد على أهمية ممر الهيدروجين الجنوبي كبنية تحتية لنقل الهيدروجين بين الجزائر وأوروبا عبر تونس، مع الحاجة إلى تعزيز القدرات وتطوير المهارات اللازمة، وتحديد احتياجات التمويل وآليات تقليل المخاطر، كما يلتزم الأطراف بتنسيق السياسات وتبادل الخبرات لضمان التنفيذ الفعّال للمشروع، مع المتابعة الدورية من خلال فريق عمل مشترك يجتمع كل ستة أشهر. وفي كلمة ألقاها بهذه المناسبة، أكد عرقاب التزام الجزائر بتطوير صناعة الهيدروجين الأخضر، انطلاقا من موقعها الجغرافي المتميز ومواردها الغنية من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وبنيتها التحتية المتقدّمة في قطاع الطاقة، مشدّدا على أن الجزائر تسعى لتكون مركزا إقليميا لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره إلى أوروبا، بما يساهم في تنويع إمدادات الطاقة وتقليل الانبعاثات الكربونية. كما أبرز الوزير أن المشروع يمثل فرصة استراتيجية لتعزيز التكامل الطاقوي بين الجزائر وأوروبا، مع التركيز على إنشاء إطار قانوني وتنظيمي ملائم، وتطوير القدرات البشرية والتكنولوجية، وجذب الاستثمارات اللازمة لتسريع الانتقال الطاقوي، داعيا إلى تكثيف التعاون الدولي لتسهيل نقل التكنولوجيا وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، حيث أكد أن المشروع يجسد رؤية الجزائر الطموحة لتحقيق التنمية المستدامة وتجاوز التحديات المناخية. للإشارة، شارك في هذا الاجتماع الوزاري كلا من نائب رئيس مجلس الوزراء الإيطالي ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، أنطونيو تاجاني، وزير البيئة والأمن الطاقوي الإيطالي، جيلبرتو بيشيتو فراتان، كاتب الدولة للوزارة الاتحادية الألمانية للاقتصاد وحماية المناخ، فيليب نيمرمان، ممثل وزارة العمل المناخي والبيئة والطاقة والتنقل والابتكار والتكنولوجيا بالنمسا، سفير تونس بإيطاليا، وممثلي مفوضية الاتحاد الأوروبي وسويسرا بصفتها ملاحظ. كما تم تنظيم منتدى أعمال شارك فيه مسؤولو سوناطراك وسونلغاز و"في أن جي" الألمانية و"سنام" الايطالية و"سي كوريدور" الايطالية وكذا "فيربوند غرين هيدروجين" النمساوية، لرسم خارطة طريق تتضمن المراحل المستقبلية من أجل التجسيد الفعلي لهذا المشروع الطموح. وعلى هامش الاجتماع الوزاري، أجرى عرقاب محادثات ثنائية مع كاتب الدولة للوزارة الاتحادية الألمانية للاقتصاد وحماية المناخ، فيليب نيمرمان، تركّزت على بحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الطاقة والطاقات الجديدة والمتجدّدة، مع التركيز على تجسيد المشاريع الاستراتيجية المشتركة، ومشروع "ممر الهيدروجين الجنوبي"، بالاضافة إلى تقليل البصمة الكربونية، ونقل التكنولوجيا والتكوين. كما تحادث عرقاب بروما مع الرئيسة المديرة العامة للشركة الإيطالية "زهيرو"، ألسندرا باسيني، حول سبل تعزيز التعاون والاستثمار في مجالات الطاقات الجديدة والمتجدّدة، بما في ذلك إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية الكهروضوئية وتطوير الهيدروجين الأخضر والأمونيا. وتمت مناقشة الربط الكهربائي بين الجزائر وإيطاليا، لاسيما مشروع "مدلينك"، الذي يهدف إلى إنشاء خط نقل كهربائي بحري عالي التوتر بقدرة 2000 ميغاواط، يربط الجزائر مباشرة بإيطاليا، والذي تم اعتماده ضمن المشاريع الكبرى للاتحاد الأوروبي. وأكد عرقاب على الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها الجزائر لتصبح موردا رئيسيا للكهرباء النظيفة إلى أوروبا، وأشار إلى أن مشروع "مدلينك" محوري لتسريع التحول الطاقوي ودعم التنمية المستدامة، سواء من خلال تعزيز الإمدادات المحلية أو فتح آفاق التصدير نحو الأسواق الأوروبية. من جانبها، أعربت باسيني عن اهتمام شركتها الكبير بمشروع "مدلينك" ودعمه، مشيرة إلى أنه يمثل خطوة إستراتيجية نحو تعزيز الترابط الطاقوي بين الجزائر وإيطاليا، كما قدّمت رؤية شركتها لتطوير الطاقات المتجدّدة في الجزائر باستخدام أحدث التكنولوجيات.