تشهد مختلف المراكز البريدية بالجزائر، توافدا مستمرا منذ الأسبوع الماضي من مختلف المواطنين، وهذا من أجل سحب رواتبهم ومدخراتهم لاستقبال عيد الأضحى الذي لا تفصلنا عنه إلا بضعة أيام.. الأضحية، ألبسة الأطفال، حلوى العيد، كلها أمور تطارد الأسرة الجزائرية خلال مناسبة عيد الأضحى، وجعلتها تفكر ألف مرة في كيفية تقسيم ميزانيتها على حدود المعقول والحاضر، فكان الاختيار صعبا، في ظل التهاب أسعار السوق وقلة المدخول.. تواصل المناسبات المتلاحقة، وضع الأسرة الجزائرية في وضع ضيق، نتيجة المصاريف، خاصة بالنسبة إلى أصحاب الدخل الضعيف أو المتوسط، فهؤلاء وجدوا أنفسهم محاصرين بتكاليف ضرورية لتمضية رمضان ثم العيد، فكان الدخول المدرسي والآن عيد الأضحى الذي يضم العديد من المصاريف الخاصة بالأضحية وكذا الحلويات والألبسة.. لجأت بعض العائلات وحسب ميزانيتها، إلى الاستغناء عن العديد من الحاجيات ولو كانت ضرورية، فالتكاليف المتواصلة أثقلت ميزانيتها، فالبعض من الأهل استغنوا عن شراء ألبسة العيد لأطفالهم، مكتفين بألبسة الدخول المدرسي، التي كانت في الأصل ألبسة عيد الفطر، مستغلين تواصل ارتفاع الحرارة.. كما لجأت بعض الأسر الأخرى إلى الاختيار بين شراء الأضحية وحاجيات حلوى العيد، فثقل المصاريف التي تحويها هذه المناسبة صعب من اختيار هذه الأسر وسط تدني الدخل الفردي، وتلاحق المناسبات.. وهذه الآراء عبر عنها أغلب المواطنين الذين التقينا بهم عبر بعض مراكز البريد بالعاصمة، فهمهم الأول في هذه الأيام، هو كيفية التوفيق في هذه المصاريف، ووضع ميزانية عقلانية لحاجيات العيد من أضحية وملابس للأطفال وحلوى العيد لاستقبال الضيوف.. ففيما فضل البعض منهم شراء الأضحية على باقي الحاجيات، شددت بعض الأسر على وجوب شراء ألبسة للأطفال وشراء مستلزمات الحلوى، فمع غلاء الكباش هذا العام، فضل الكثير من العائلات التوجه إلى الأسواق من أجل اختيار الألبسة للأطفال وشراء مقتنيات الحلوى، متخلية عن الأضحية، التي عجزت حتى عن التشارك في شرائها مع باقي أفراد الأسرة كما كان سائدا في السنوات السابقة..