تباينت الآراء حول أحداث 5 أكتوبر 1988، حيث يعتبر بعض المراقبين أن هذه الأحداث منعطف يوازي بقوته قوة ثورة نوفمبر التي أدت إلى استقلال البلاد عام 1962، بالنظر لحجم التحولات التي أفرزتها في المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، بينما يعتبرها قطاع واسع من الشخصيات والأحزاب والمنظمات أنها ضربت استقرار البلاد حتى اليوم بعدما فتحت باب الجحيم على مصراعيه بشكل يؤشر لفرضية ”المؤامرة” التي أدخلت الجزائر في دوامة الإرهاب. قال الديبلوماسي والوزير الأسبق، كمال بوشامة، في اتصال مع ”الفجر”، إن انتفاضة 5 أكتوبر الشعبية تعتبر بداية خلق ديناميكية التغيير في نظر من خططوا لها لضرب النظام، لكن سرعان ما انقلب السحر على الساحر. وتابع بأن أحداث أكتوبر هي انتفاضة طفيفة مدبرة من طرف أطراف ومسؤولين في الدولة بمساعدة أطرف خارجية، غيرت النظام ولم تسقطه، مما لا يجعلها حسبه شبيهة بما يسميه البعض بالربيع العربي. وكشف القيادي السابق في الأفالان أن التيار التقدمي في حزب جبهة التحرير الوطني والذي كان ينتمي إليه آنذاك تحت قيادة مساعدية، طالب في كثير من المرات بالتوجه إلى هذا التغيير لكن بطريقة سلمية، غير أن الفكرة سرعان ما أخرجت من طرف بعض الجهات بطريقة عشوائية راح ضحيتها العديد من الشباب بدون أي ذنب. وأكد أن الانتفاضة كانت ضد النظام وليس ضد الحزب، موضحا أن الجهات المخططة لها أخذت شعار جبهة التحرير الوطني للعب على أوتار استقرار الجزائر. من جهتها، أكدت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، في بيان تحوز ”الفجر” على نسخة منه، أن أحداث 5 أكتوبر 1988 صنعها شباب ولم تكن أي جهة سياسية تقودهم، متهمة بعض القوى السياسية بمحاولة تزييف تاريخ أحداث أكتوبر، متحدية أي كان من السياسيين أن يقدم دليلا على أن شباب الانتفاضة رفعوا شعارات إيديولوجية، حزبية أو عقائدية، مؤكدة أن الطبقة السياسية كانت غائبة تماما لمدة 3 أيام من انتفاضة تحاول فهم ماذا يجري في الشارع. ودعت الرابطة، السلطة إلى أخذ الدرس والعبرة من هذه الأحداث، مبرزة أن الظلم وغياب العدالة يقودان مباشرة إلى أحداث دامية لا تحمد عقباها، خاصة في ظل انهيار أسعار النفط والأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.