تفتح القرعة الأمريكية والهجرة المقننة إلى كندا، الباب أمام شبان جزائريين يتوقون إلى تجريب العيش والعمل في بلدان أخرى غير الأوروبية، خاصة من يتوفر منهم على مؤهلات علمية لا بأس بها، أو الذين يتوفرون على مؤهل مهني عالي المستوى، ما يجعل هذه البلدان قبلة الشبان المثقفين الباحثين عن فرص جديدة في تجربة عيش فريدة. بعد الرغبة الكبيرة والأحلام التي كان يبنيها أغلب الشبان الجزائريين في الهجرة إلى الدول الأوروبية، هروبا من الظروف الاجتماعية القاهرة وبحثا عن متنفس في أسلوب حياة جديد يعملون من خلاله على كسب لقمة العيش.. ظهرت مؤخرا وجهة جديدة تستهوي فئة من الشبان، خاصة من الحاصلين على شهادات دراسية عالية من الدكاترة والمهندسين والحاملين لشهادات الدراسات العليا، بعد أن فتحت بعض الولاياتالأمريكية باب الهجرة على مصراعيه لهؤلاء، بحثا منها على فئة مثقفة تساهم في دفع عجلة الاقتصاد هناك، ما جعل تهافت الشبان عليها معتبرا باعتبارها نوعا آخر من أنواع الهجرة التي تجنبهم ما قد يتعرض إليه غيرهم من المهاجرين إلى الدول الأوروبية التي تعاني من تبعات الأزمة الاقتصادية التي تلقي ظلالها على المواطن العربي بصفة عامة والجزائري بصفة خاصة، من خلال إجراءات معقدة للحصول على تأشيرة دون ضمان الإقامة، وكذا الأعمال الشاقة التي لا تمت بصلة لنوع الشهادات المحصل عليها من طرف المهاجرين، والتي يجبر هؤلاء على العمل بها في انتظار تسوية أوضاعهم، وهو ما لا يضرون لمعايشته في وجهة الأخرى، والتي لا تمنح تأشيرتها إلا بعد توفير منصب شغل ملائم لطالب الالتحاق بها. قرعة التأشيرة الأمريكية تسيل لعاب شبان مثقفين عادت قرعة ”تأشيرة التنوع” لسنة 2018، والتي تمنح فرصة الهجرة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، لتطرق باب المرشحين الجزائريين، لاسيما من فئة الشبان، وفق شروط دقيقة ومعيارية، حيث أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية انطلاق عملية التسجيل في ابتداء من 4 أكتوبر إلى 7 نوفمبر. وأفاد إعلان الخارجية الأمريكية أن البرنامج السنوي ”تأشيرة التنوع يهدف إلى حصول الجزائريين على تأشيرة هجرة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لكل مرشح يستجيب لمعايير بسيطة ودقيقة، ويتم اختياره عن طريق سحب عشوائي يجرى بواسطة الحاسوب”. القرعة التي تمتد إلى غاية منتصف يوم 7 نوفمبر المقبل بتوقيت واشنطن، وضعت شروطا لتسجيل الشبان الجزائريين، منها أن الاشتراك في القرعة يتم مجانا وبطريقة إلكترونية، ويجب تسجيل كل فرد من أفراد العائلة المشاركة في القرعة الأمريكية، حيث تشترط الخارجية الأمريكية في المرشح أن يكون ”حاصلا على شهادة البكالوريا على الأقل، وفي حال عدم توفرها يمكن قبول المرشحين الحاصلين على تجربة مهنية مدتها سنتين في مجال عالي التخصص، شريطة أن تستجيب تجربتهم المهنية للمعايير المسطرة من قبل الخارجية الأمريكية. ويضيف القائمون على القرعة أنه ”كما جرت العادة في السنوات الماضية، يتم تصنيف التجارب المهنية بالاستعانة بنظام رقمي متوفر على موقع إلكتروني خاص بهذه العملية، حيث تحصل كل تجربة مهنية بعد تحليلها على علامة يجب أن لا تقل عن 7.0 للمشاركة في قرعة تأشيرة التنوع. وبعد عملية الانتقاء العشوائي من طرف نظام معلوماتي دقيق، يتوقع أن يجري المرشحون المحظوظون لقاء مباشرا وجها لوجه مع القنصل الأمريكي أوأحد مسؤولي القنصلية؛ كأحد الشروط اللازم الاستجابة لها قبل منحهم تأشيرة الدخول إلى أمريكا، وإمكانية البحث عن عمل، والحصول على البطاقة الخضراء الأمريكية ”غرين كارد”. الجزائريون من أكثر الجنسيات تكاثرا في كندا وفي مجال آخر، وغير بعيد عن التكاثر والاحتلال العددي للأراضي الكندية، أعلن معهد مقاطعة كيبيك في كندا، والمختص بتأجير الأرحام، أنّ 3 من بين 10 أطفال من ال86 ألف و800 طفل حديثي الولادة في المقاطعة العام 2015، ينحدر أحد والديه على الأقل من خارج دولة كندا، حيث جاءت الجزائر في التصنيف الإحصائي لتقرير المعهد على رأس الجنسيات التي ينحدر منها أحد والدي الأطفال أو كلاهما معا بعد المغرب، وسجل التقرير 2.2 بالمائة من الأطفال ولدوا لأبوين جزائريين. وأبرزت البيانات أنه بالرغم من ولادة 30 بالمائة من الأطفال لأبوين يعود مسقط رأس أحدهما على الأقل لدولة خارج كندا، فإن النسبة تخفي تفاوتاً كبيرًا بين مختلف المناطق، ذلك أن منطقة مونتريال الشرقية تضم نسبة تبلغ 66 بالمائة من الأطفال، وولادة من بين اثنتين في لافال. وحسب التقرير فإن النسب تبقى طبيعية باعتبار أن المناطق المذكورة تشكل وجهة أساسية لاستقرار المهاجرين الوافدين في كندا، في حين تتراجع في باقي المناطق إلى ما بين 11 بالمائة و15 بالمائة، مسجلة أقل نسبة العام 2012 شمال الكيبيك متمثلة في 2 بالمائة. وأوضحت المعطيات الصادرة عن معهد الإحصاء أن 74 بالمائة من الأطفال ينحدرون من والدين متزوجين عندما يكون أحد الآباء على الأقل مولودًا خارج كندا، في حين تنخفض هذه النسبة إلى 22 بالمائة عندما يتعلق الأمر بوالدين ولدا داخل كندا.