* الصراع السعودي الإيراني يجر أسعار النفط إلى الهاوية فنّدت أمس السعودية ما تم الترويج له من قبل وكالات أنباء عالمية، حول رفع إنتاجها إلى 12 مليون برميل يوميا وهو ما يعتبر تهديدا بإفشال اتفاق الجزائر، مؤكدة أن تصريحاتها تم تناولها من وجهة نظر ضيقة. كشف، أمس، مسؤول سعودي نفطي، أن ما نشرته وكالة رويترز أمس الأول، من أن السعودية هددت برفع إنتاجها النفطي إلى 12 مليون برميل يوميا غير صحيح. وأشار المصدر إلى أن السعودية لا تلجأ إلى هذا النوع من التفاوض، مؤكدا أن مشاورات ”أوبك” لتحديد الحصص التي على المنتجين تخفيضها لا تزال جارية، وسوف تعرض نتائجها على الاجتماع الوزاري المقرر عقده في فينيا نهاية نوفمبر. يأتي ذلك بعد أن نشرت وكالة ”رويترز” على لسان مصادر لم تسمها، أن السعودية هددت برفع إنتاجها النفطي ما بين 11 و12 مليون برميل يوميا، إذا لم تلتزم دول أخرى في المنظمة بينها إيران بتخفيض حصتها من الإنتاج. وتأتي تأكيدات المصدر السعودي الذي تحدث إلى ”الاقتصادية” متسقة مع ما نشرته ”رويترز”، أمس، من أن مصدرا خليجيا في منظمة البلدان المصدرة للبترول ”أوبك”، قال ”إن السعودية لم تهدد أي أحد بزيادات في الإنتاج خلال اجتماع لخبراء أوبك الأسبوع الماضي”، لكنها حذرت من ارتفاع الإنتاج في أنحاء العالم، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق على كبح الإمدادات. وبحسب ”رويترز”، فقد ذكر المصدر الخليجي الكبير في ”أوبك” أن هذه ليست قضية السعودية، مشيرا إلى أن جميع دول ”أوبك” وغيرها من المنتجين غير راضين عن إيران لعدم رغبتها في المشاركة في التثبيت، وكذلك العراق لعدم قبوله منهجية التثبيت، وفقا لمصادر ”أوبك” المستقلة. وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول اتفقت شهر سبتمبر الماضي في الجزائر على تقليص إنتاج النفط الخام إلى نطاق بين 32.50 و33 مليون برميل يوميا في أول خفض لها منذ 2008 بهدف رفع الأسعار، لكن الاتفاق يواجه انتكاسات محتملة بسبب مطالبة العراق بإعفائه منه ومطالب دول مثل إيران وليبيا ونيجيريا بسبب تضرر إنتاجها جراء العقوبات أو الحروب وتريد زيادة المعروض. وستجتمع ”أوبك” يوم 30 نوفمبر الجاري للاتفاق على خفض الإنتاج بعد عامين من تخمة هائلة في المعروض العالمي وتدني الأسعار ما أضر بميزانيات المنتجين، لكن كثيرا من المراقبين في السوق يشكون في إمكانية التوصل إلى اتفاق ملموس أو تطبيقه.