* شركات فرنسية تعتبر اتفاق ”أوبك” نفسا جديدا لسوق النفط الدولية تشير التحركات الأخيرة في سوق النفط العالمية إلى توجهها بخطى متسارعة نحو استعادة التوازن وتزداد عوامل الثقة بإمكانية التعافي بسبب جدية الخطوات نحو تطبيق اتفاق الجزائر الذي ينص على خفض إنتاج النفط الخام بنحو 1.8 مليون برميل يوميا والذي انطلق في تطبيقه بداية العام الجديد.
اعتبر تيري بيلانكو، الرئيس المدير العام للمؤسسة الفرنسية المختصة في الصناعة الطاقوية ”تيكنيب”، أن الاتفاق الأخير للبلدان الأعضاء في ”أوبك” حول تقليص إنتاجها أعطى ”نفسا جديدا” للسوق النفطية. وفي حديث خص به صحيفة ”لوفيغارو” الفرنسية، صرح ذات المسؤول أن ”هذا الاتفاق يمنح السوق فرصة يجب استغلالها لأنه بمثابة نفس جديد”. في نفس الصدد، أوضح ذات المسؤول أنه يجب التحلي بالحذر ”لأنه يتعين أولا تطبيق هذا الاتفاق الصالح لمدة ستة أشهر فقط”، مضيفا أن السوق النفطية تمتحن الآن ولأول مرة ”نموذجا جديدا”. من جهة أخرى، أوضح الرئيس المدير العام للمؤسسة الفرنسية أن هذا النموذج يجب أن يتطور بين السقف الذي حددته سياسة أوبك والسقف الذي يضبطه الإنتاج الأمريكي، مشيرا إلى أن هذا الوضع ”الجديد” قد ينجم عنه تقلبات في الأسعار. وتعجب بيلانكو في تحليل لسوق النفط من قدرة الإنتاج الأمريكي ”على الانطلاق من جديد”، مشيرا إلى أن الإنتاج الأمريكي إذا كان اليوم يواجه عائقا فإن هذا الأخير ليس ماليا ولا جيولوجيا ولا تكنولوجيا وإنما بشريا”. وأضاف أن ”القطاع سرح الكثير من المستخدمين فليس من المؤكد أنه يجد كل الكفاءات التي يحتاجها في سوق أمريكية مشبعة تقريبا”. ويرى المتحدث أن النظام الجديد للسوق البترولية بعد الاتفاق التاريخي ل”أوبك” مدعما بالبلدان المنتجة غير الأعضاء في المنظمة سينعش الاستثمار في القطاع الذي عرف سنة 2016 توقفا حتى وإن استكملت الدراسات بنسبة 90 بالمائة. ورغم أن الأسبوع الأول من الشهر الجاري لم يكن كافيا لتقييم السوق، خاصة أنه أسبوع عطلات في أوروبا والولايات المتحدة، إلا أن السوق تلقى دعما إيجابيا واسعا من خطوات قامت بها دول الخليج بقيادة السعودية والكويت، بالإعلان عن برنامج خفض الإنتاج وفق الحصص المتفق عليها، وتم بالفعل إخطار العملاء بتقليص الإمدادات بشكل يغطي حصص الخفض التي تبلغ للسعودية 486 ألف برميل يوميا والعراق 210 آلاف برميل يوميا والكويت 131 ألف برميل يوميا. وفي مؤشر على بدء مسيرة تعافي السوق، اختتمت أسعار النفط على ارتفاعات سعرية بدعم من تراجع المخزونات الأمريكية، فيما واصلت منصات الحفر الأمريكية تزايدها للأسبوع العاشر على التوالي في مؤشر قوي على عودة الانتعاش لإنتاج النفط الصخري تأثرا بخفض إنتاج دول أوبك والمستقلين وتوقعات نمو الأسعار إلى المستويات الملائمة لاستئناف كثير من الاستثمارات المجمدة بسبب تراجع الأسعار على مدار ثلاث سنوات مضت. ”أوبك” تؤكد أن اعتماد اتفاق الجزائر سيدعم عمليات التنقيب والاسكتشافات نقل تقرير حديث صادر عن منظمة الدول المصدرة للبترول ”أوبك” تفاؤل صحيفة ”ديلي” الإفريقية الإلكترونية المتخصصة في شؤون الطاقة بوضع سوق النفط، خاصة بعد بدء تطبيق اتفاق خفض الإنتاج، مؤكدة أن المنظمة تستعيد دورها المؤثر في السوق بفضل إدارتها الجديدة التي تتبنى استراتيجية مستقبلية جيدة وواعية. ولفت التقرير إلى أن استراتيجية ”أوبك” الجديدة ستؤدي إلى تحقيق عديد من الآثار الإيجابية المتنوعة على السوق، وأهمها نمو الاستثمارات الجديدة، وزيادة التنقيب والاسكتشافات في مجال النفط والغاز، وإضافة احتياطيات واستحداث فرص عمل متعددة في الصناعة، وزيادة الاعتماد على التكنولوجيات الجديدة، وتطوير بناء القدرات، والتغلب على المخاوف بشأن البيئة وذلك بصورة أكثر فاعلية مقارنة بأي وقت سابق. ونوه التقرير بأن اتفاق خفض الإنتاج الذي بدأ الأسبوع الماضي يعد أول تعديل لمستويات الإنتاج في دول ”أوبك” منذ عام 2008 وبالتحديد منذ المؤتمر الوزاري للمنظمة المنعقد في مدينة وهرانالجزائرية في ذلك العام، وتم خلاله إقرار إجراءات لضبط الإنتاج للمساعدة في تخفيف الآثار السلبية الناجمة عن انخفاض الأسعار بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية. من ناحية أخرى وفيما يخص الأسعار، فقد سجل النفط في ختام الأسبوع ارتفاعا طفيفا بفعل الإقبال المتزايد على الشراء بعقود آجلة لينهي الخام الأسبوع على مكاسب محدودة بفعل صعود الدولار والشكوك بشأن الالتزام باتفاق المنظمة الخاص بخفض الإنتاج. ووفقا ل”رويترز”، فقد ارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 21 سنتا إلى 57.10 دولارا للبرميل في التسوية بعد تحركها في نطاق 56.28 إلى 57.47 دولارا للبرميل، وحقق العقد مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 23 سنتا في التسوية إلى 53.99 دولارا للبرميل بعد تداوله في نطاق 53.32 إلى 54.32 دولارا للبرميل. ومنذ أن تعافت أسعار الخام من أدنى مستوياتها في 13 عاما في فبراير إلى نحو 50 دولارا للبرميل في ماي أضافت الشركات 213 منصة حفر نفطية في 29 أسبوعا من 32 أسبوعا وهي أكبر موجة تعافي منذ أن أدت تخمة في المعروض في الأسواق العالمية من الخام إلى تضرر السوق على مدار عامين منذ منتصف 2014.