سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"ثلوج أوروبا" ستنعش أسعار المحروقات الجزائرية.. والبرنت يقترب من عتبة 60 دولارا في وقت تشير التوقعات إلى ارتفاع الطلب على المواد الطاقوية خلال فصل الشتاء
كشفت مصادر أوروبية عن ارتفاع الطلب الأوروبي على الغاز الجزائري خلال الفترة المقبلة بسبب موجة البرد التي اكتسحت أوروبا منذ أيام، وهو ما رفع مستوى التوقعات بتعافي الأسعار خلال الأسبوع الجاري والأسابيع المقبلة، وهذا في إطار تزامن تطبيق اتفاق خفض الإنتاج مع ارتفاع مستويات الطلب بسبب شدة برودة الطقس في موسم الشتاء. وتوقع مختصون نفطيون أن يختتم الأسبوع الجاري ارتفاعا ملحوظا في أسعار النفط في أول أسبوع فعلي لتطبيق اتفاق خفض الإنتاج بعدما شهد الأسبوع الماضي هدوء وتقلبات سعرية بسبب موسم الإجازات وعطلات العام الجديد خاصة في أوروبا والولايات المتحدة.وقال دييجو بافيا مدير شركة ”إينو إنرجي” للطاقة في هولندا، ”إن تعافي الأسعار المتوقع خلال الأسبوع الجاري والأسابيع المقبلة يجيء في إطار تزامن تطبيق اتفاق خفض الإنتاج مع ارتفاع مستويات الطلب بسبب شدة برودة الطقس في موسم الشتاء الحالي، خاصة في أوروبا والولايات المتحدة، ما يرفع مستويات استهلاك الطاقة”. وأشار بافيا إلى أن البعض يقلل من تأثير اتفاق خفض الإنتاج الذي يقلص المعروض العالمي بنحو 1.8 مليون برميل يوميا، فيما كان آخر خفض للإنتاج قبل ثماني سنوات في وهران في الجزائر بنحو أربعة ملايين برميل يوميا، منوها بأن ظروف سوق الطاقة اختلفت كثيرا في السنوات الثماني الماضية خاصة مع ظهور ما سمي بثورة النفط الصخري الزيتي التي لم تكن قائمة من قبل. وأشاد بافيا بتوجه منظمة ”أوبك” نحو معالجة فائض المعروض بشكل تدريجى وبما لا يسمح في المقابل بانتعاش واسع لإنتاج النفط الصخري المنافس، حيث من المرجح أن تبقى الأسعار في مستويات متوسط ما بين 55 و60 دولارا للبرميل في الشهور المقبلة. وتعزيزا لتحقيق تلك المساعي والأهداف المشتركة للمنتجين، بدأ أمس الأول محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول ”أوبك” جولة خليجية استهلها بلقاء عصام المرزوق وزير النفط الكويتى الذي تتولى بلاده رئاسة اللجنة الوزراية المعنية بمراقبة اتفاق خفض الإنتاج وتوفير كل الآليات والأجواء الداعمة لنجاح تطبيق الاتفاق. ومن المعروف أن جولة باركيندو تأتي في إطار التحضير لأول اجتماع للجنة الخماسية المعنية بمراقبة خفض الإنتاج في فيينا يوم 21 من الشهر الجاري بحضور وزراء النفط والطاقة في كل من الكويت وروسيا والجزائر وفنزويلا وسلطنة عمان، إلى جانب سكرتارية ”أوبك” التي ستتولى إمداد اللجنة بالمعلومات والبيانات عن واقع وتطورات الإنتاج في 22 دولة مشاركة في اتفاق خفض الإنتاج. وكانت أسعار النفط قد سجلت في ختام تعاملات الأسبوع الماضي ارتفاعا طفيفا بفعل الإقبال المتزايد على الشراء بعقود آجلة لينهي الخام الأسبوع على مكاسب محدودة بفعل صعود الدولار والشكوك بشأن الالتزام باتفاق المنظمة الخاص بخفض الإنتاج. ووفقا ل ”رويترز”، فقد ارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 21 سنتا إلى 57.10 دولار للبرميل في التسوية بعد تحركها في نطاق 56.28 إلى 57.47 دولار للبرميل، وحقق العقد مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 23 سنتا في التسوية إلى 53.99 دولار للبرميل بعد تداوله في نطاق 53.32 إلى 54.32 دولار للبرميل. وبينما أظهرت السعودية، أكبر بلد مصدر للنفط في العالم، وأبوظبي والكويت إشارات على خفض الإنتاج التزاما بالاتفاق الذي توصلت إليه ”أوبك” ومنتجون آخرون، فإن مراقبي السوق تعتريهم شكوك بشأن مدى امتثال جميع المنتجين. وأي إشارات على أن المنتجين لن ينفذوا عهودهم قد تؤدي إلى تراجع المعنويات ومن ثم انخفاض الأسعار بشدة، حسبما ذكرت ”كابيتال إيكونوميكس” في مذكرة. وزادت شركات الطاقة الأمريكية عدد منصات الحفر النفطية للأسبوع العاشر على التوالي في إطار التعافي المستمر منذ ثمانية أشهر حيث قبعت أسعار الخام قرب أعلى مستوى في 18 شهرا. وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة ”إن شركات الحفر زادت عدد المنصات النفطية بواقع أربع منصات في الأسبوع المنتهي في السادس من يناير ليرتفع إجمالي عدد منصات الحفر إلى 529 منصة، وهو أعلى مستوى منذ ديسمبر 2015”.