تعتمد الجماعات الإرهابية في ليبيا على تنسيق الجهود والاتصالات، حيث تشير آخر الأنباء عن أن قيادات ”مجلس شورى ثوار بنغازي” وتنظيم ”أنصار الشريعة” على تواصل مع زعيم تنظيم ”الموقعون بالدم” مختار بلمختار، الذي تؤكد كل المعطيات بأنه متواجد على التراب الليبي. وكشف متحدث سابق باسم ”مجلس شورى ثوار بنغازي”، معتقل لدى الجيش الليبي وجود ”أبي عياض” زعيم تنظيم ”أنصار الشريعة” التونسي في منطقة قنفودة ببنغازي، نقلا عن وكالة الأنباء الليبية عن نزار جلال اطوير المتحدث السابق باسم المسلحين في مدينة بنغازي أن قيادات ”مجلس شورى ثوار بنغازي” وتنظيم ”أنصار الشريعة” على تواصل مع زعيم تنظيم ”الموقعون بالدم” مختار بلمختار، مؤكدا أن ”بلمختار” غير موجود في منطقة قنفودة التي تعد آخر معقل للمسلحين في المدينة. وذكر اطوير أن هناك تضاربا في الأنباء حول مقتل وسام بن حميد، القائد الميداني المعروف في صفوف مسلحي ”مجلس شورى ثوار بنغازي” إثر إصابته بشظايا قذيفة دبابة، حيث أشار إلى وجود رواية أخرى تتحدث عن اختفائه بعد تعرضه لإصابات بليغة. وإذا كانت الجزائر قد تتحكم في حدودها وتحاول منع أي تسلل إرهابي أو تهريب سلاح من التراب الليبي وفق استراتيجية أمنية تُحين حسب المستجدات الحاصلة، فإن الجارة الشرقية لا تزال تعاني من ويلات سطوة الجماعات الإرهابية بما فيها تنظيم بلمختار، هذا الأخير الذي صنفته المخابرات الفرنسية كواحد من أخطر 17 متطرفًا في العالم، حيث ورد إسم المُكنى ”بلعور” والمعروف بأنه ثعلب الصحراء، والمطلوب من مخابرات عدة بلدان عربية وغربية، ضمن قائمة السبعة عشر الأعلى قيمة والأكثر خطرًا في العالم وفق تصنيفات عام 2014 التي أعدها ضباط فرنسيون في دائرة الاستخبارات العسكرية. وقد أدرجت دراسة دولية قام بها المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية ”إفري”، الإرهابي الجزائري مختار بلمختار المدعو ب ”بلعور”، زعيم كتيبة ”المرابطون” الموالية لتنظيم ”القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، ضمن أكثر الشخصيات الإرهابية تأثيرا بدول الساحل خلال السنوات الأخيرة، مشيرة إلى أن ”الإرهابي الجزائري الذي انفصل عن التنظيم المسلّح لأزيد من ثلاث سنوات كاملة، فضّل العودة لأحضان ”القاعدة” مجددا من باب ”المرابطون”، ذلك من أجل تشكيل تحالف إقليمي، يعمل على خدمة مصالح الطرفين بدول الساحل”.