يواصل طلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة في الجزائر إضرابهم عن الطعام لليوم الثامن على التوالي بسبب عدم تلبية مطالبهم المشروعة رغم وعود وزير الثقافة عز الدين ميهوبي الذي وعد بالتكفل بمطالبهم خلال زيارته إلى المدرسة شهر جانفي الماضي. وتناقل رواد موقع التواصل الاجتماعي صور طلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة الذين دخلوا في إضراب عن الطعام يستمر لليوم الثامن على التوالي، وتظهر الصور تدهور الحالة الصحية للطلبة الستة المضربين عن الطعام وسط دعوات مجموعة كبيرة من الفنانين بضرورة تلبية مطالبهم المشروعة قبل تدهور حالتهم الصحية أكثر. وكتب الفنان النحات محمد بوكرش على حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، أن طلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة غاضبون جراء الإهمال التام لمدرستهم التي تعاني من وصاية مشلولة تماما، رغم زيارة الوزير عز الدين ميهوبي الذي قدم وعودا تكاد تكون ذرا للرماد بعيون فناني المستقبل، على حد قول محمد بوكرش. وقال محمد بوكرش أن مطالب الطلبة مشروعة تتمثل في تغيير وتحديث برامجها التكوينية، الإقامة، الإطعام والنقل الشيء الذي تسبب في تأخر الدخول بشهرين مقارنة بباقي الجامعات، مضيفا أن الطلبة لم يجدوا وسيلة للفت انتباه السلطات ما عدا شن إضراب عن الطعام قام به البعض منهم معرضين أنفسهم للتهلكة، لعل هذه الوزارة تستيقظ من نومها العميق وتفي بوعودها. وتساءل بوكرش ” هل ينام سيادة الوزير قرير العين وحياة الطلبة معرضة للخطر بين لحظة وأخرى؟ بينما فراشة متحف ناصر الدين ديني وملتقى السينما المستحدث ببوسعادة يجدان منه الرعاية الخاصة، والخاصة جدا.”، مضيفا: ”أيهم يستحق الرعاية والأولوية حل مشاكل المدرسة وإنقاذ الطلبة من التشرد أم اللهو وتبذير المال العام في زردات لا فائدة منها باسم احياء التراث والسينما؟ كفانا بهتانا كفانا لعبا بعقول أشباه المثقفين”. وعبر بوكرش في الأخير عن تضامنه مع طلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة وطالبهم المشروعة، مناديا بالإسراع لإنقاذ المضربين جوعا من الأضرار التي ستلحق بهم لا قدر الله. ونشر المخرج المسرحي عقباوي الشيح صورا للطلبة المضربين، قائلا أن حياة هؤلاء الشباب في خطر مع تواصل إضرابهم دون توفير أي متابعة صحية، مع منع الزوار من الوصول إليهم، مضيفا: ”إننا نتحمل المسؤولية عن أي طارئ قد يحدث لهم”. وأصدرت وزارة الثقافة بيانا حول الموضوع جاء فيه: ”إن مصالح الإدارة المركزية لوزارة الثقافة تؤكد مجددا على مرافقتها إدارة المدرسة العليا للفنون الجميلة في الحوار المفتوح، المتبادل والمتواصل مع طلابها من أجل التكفل بمطالبهم الاجتماعية والبيداغوجية.” وأضاف البيان: ”إن التذكير بكل مراحل الحوار الذي تم مع الطلبة بتوجيهات من السيد الوزير الذي تنقل شخصيا يوم 15 جانفي 2017 إلى مقر المدرسة للاستماع إليهم، ينمي على حرص الوزارة على إيجاد الحلول المناسبة لكل الانشغالات المطروحة”. وجاء فيه أيضا: ”وفي هذا الإطار قام سيد وزير الثقافة بدعوة أعضاء المجلس البيداغوجي للمدرسة للاجتماع بمقر الوزارة بتاريخ 18 جانفي 2017 للتشاور حول المناهج العلمية والقانون الأساسي للمدرسة، وأكد لهم رعايتهم ومرافقته إدارة المدرسة للتوصل إلى تطوير المناهج العلمية بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي (الوزارة الوصية بيداغوجيا) وهي مهمة تتطلب وقتا لتحقيقها”. ويضيف البيان الصادر عن وزارة الثقافة أنه وفي الوقت الذي تسعى فيه وزارة الثقافة لإيجاد حل نهائي بخصوص إيواء الطلبة في الأحياء الجامعية، يبقى التواصل قائما معهم لدراسة المطالب المتبقية المتعلقة بالجانب البيداغوجي، وسترافق الوزارة الطلبة لتنظيم جمعيتهم العامة في أقرب وقت لانتخاب ممثلين عنهم، مؤكدة أنها لم ولن تدخر جهدا من أجل التكفل بالمطالب المطروحة، كما أنها كلفت إدارة المدرسة بمتابعة الوضعية. والظاهر أن المدرسة العليا للفنون الجميلة تعيش نفس سيناريو المعهد العالي لفنون العرض والسمعي البصري ببرج الكيفان الذي شن فيه 11 طالبا سنة 2013 إضرابا عن الطعام استمر 11 يوما كاملا لغاية إيجاد حل لمطالبهم التي كانت بيداغوجية إلى حد كبير، أهمها معادلة الشهادة، لتتدخل وزارة الثقافة في الأخير وتجد الطريق إلى الحل بعد 11 يوما من الإضراب عن الطعام، وهنا يطرح السؤال لماذا تنتظر الوازرة كل هذا الوقت من أجل تلبية مطالب مشروعة للطلبة، أم أنها تنتظر هلاك أحدهم من أجل التحرك.