غلق الرئيس بوتفليقة باب الإشاعات بخصوص وضعه الصحي، التي رافقت غيابه الإعلامي بعد إلغاء زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للجزائر منذ شهر، وذلك خلال ظهور متلفز عبر لقاء جمعه بوزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل. استقبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أول أمس، بالجزائر العاصمة، وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، الذي قدم له عرضا عن الوضع السائد في المنطقة لا سيما في منطقة الساحل ومالي وليبيا. ويعد هذا الظهور الإعلامي الأول من نوعه للرئيس بعد إلغاء زيارة ميركل للجزائر منذ أكثر من شهر (حوالي 55 يوما) بسبب التهاب حاد للشعب الهوائية كان يعاني منه. ويكون بوتفليقة بهذه الخرجة قد وضع حدا للإشاعات، خاصة أن العديد من وسائل الإعلام الأجنبية سارعت إلى انتهاز الفرصة من أجل الترويج لأكاذيب تتحدث عن وفاته، في حين اضطرت سفارة الجزائر لدى لبنان لتكذيب ما نشرته صحيفة محلية بخصوص الوفاة المزعومة للرئيس بوتفليقة، مؤكدة أن الرئيس بصحة جيدة. وقد غذى غياب بوتفليقة كل الإشاعات بخصوص وضعه الصحي، إذ سارعت صحف ومواقع عدة، بما فيها تلك التي تعودت على شن حملات ضد الجزائر، إلى إعلان وفاته، في خرق واضح لأخلاقيات المهنة، إذ لا يمكن نشر خبر مماثل إلا إذا كان هناك بيان رسمي. كما أنه على خلاف المرات السابقة، لا يوجد أي شيء بخصوص نقل أو انتقال الرئيس للعلاج في الخارج، ما يعني أن وضعه الصحي ليس خطيرا، علما أن الرئاسة لما أعلنت عن تأجيل زيارة ميركل أصرت على التأكيد أن الرئيس بوتفليقة متواجد في الجزائر. ورغم أن السلطات الجزائرية تعاملت مع الإشاعات بتجاهل، ولم تعر ما تناقلته بعض المواقع والصحف أهمية كبيرة، على اعتبار أنها ليست المرة الأولى التي يغيب فيها الرئيس، قبل أن يظهر الرئيس وتسقط معه كل الإشاعات، إلا أن الوزير الأول عبد المالك سلال، ومدير الديوان برئاسة الجمهورية أحمد أويحيى، كانا قد أكدا عشية ظهوره بأنه بخير، في وقت كان أول تصريح دبلوماسي حول تلك الشائعات قد صدر من قبل سفير الجزائر في لبنان أحمد بوزيان، الذي وجد نفسه مجبرا على إرسال رد إلى صحيفة ”النشرة” المحلية التي نشرت خبرا كاذبا يتعلق بوفاة الرئيس بوتفليقة، إذ أكد السفير في رده أن الرئيس في صحة جيدة، وأن الذين يروجون لإشاعات عن وفاته، يهدفون إلى زعزعة استقرار الجزائر.
بوتفليقة يجدد حرص الجزائر على تعميق تعاونها مع تونس جدد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أمس، في برقية تهنئة بعث بها إلى نظيره التونسي الباجي قايد السبسي، بمناسبة ذكرى استقلال بلاده، حرص الجزائر على تعميق سنة التشاور والتعاون التي تجمع البلدين، والارتقاء بها في مختلف المجالات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، تحقيقا لآمال وتطلعات الشعبين. وقال رئيس الجمهورية في برقيته إن حلول هذه الذكرى المجيدة مناسبة لاستحضار تضحيات الشعب التونسي من أجل الانعتاق من نير الاستعمار الغاشم واستعادة سيادته الوطنية والنضال المشترك لشعبينا الشقيقين، من أجل الحرية والكرامة. كما تعد أيضا هذه المناسبة، حسب الرئيس بوتفليقة، فرصة للتفكير سويا في كيفيات مضاعفة الجهد الكفيل بتوطيد أواصر الأخوة التاريخية، وتعزيز سنة التنسيق والتشاور التي دأبنا عليها بما يخدم المصالح العليا لبلدينا وشعبينا الشقيقين.