l البلديات تجنّد أعوانا لإعادة إصلاح اللافتات شنّ سكان العاصمة حملة شرسة على الملصقات والصور التي وضعتها الأحزاب على اللوحات الإشهارية لمترشحي الانتخابات التشريعية، خاصة في ساحة الشهداء، باب الوادي، الجزائر الوسطى، أول ماي وبلوزداد. وقد تباينت أعمال الرفض بين تمزيق الملصقات وتدوين كلمات بذيئة ونابية عليها، ورش بعض وجوه المترشحين بالقهوة والفضلات البشرية، فيما دفع حزبا السلطة مبالغ مالية للساهرين على إعادة إلصاق الصور، حيث يقدم الأفالان ما قيمته 2000 دج للشخص، بينما يمنح الأرندي بطاقات شحن الهواتف للشباب المكلف بإعادة إلصاق الصور تصل أثمانها إلى 1000 دج.
في جولة استطلاعية قادتنا إلى قلب العاصمة للوقوف على التخريب الذي مس اللافتات الإشهارية للحملة الانتخابية، ففي بلدية بلوزداد مثلا تم تكسير اللوحات الإشهارية وتدوين عبارات بذيئة على الملصقات بالطلاء وطلاء الأظافر، تصعب إزالتها. وانخرط تلاميذ المدارس في تلك الحملة مثلما هو الحال في ساحة أول ماي، حيث حول التلاميذ اللّوحات إلى فضاء للتعبير عن مقتهم للسياسة. المشهد ذاته تكرر ببلدية بلوزداد، أين تم رش ملصقات المترشحين وخاصة المتعلقة بحزب الأفالان بالقهوة والبول، وتمزيق لافتات أخرى، الأمر الذي اضطر المكلفين بالحملة الانتخابية إلى إعادة إلصاق الملصقات التي تم تمزيقها. وببلدية باب الوادي مثلا، كانت الأحزاب التابعة للسلطة ضمن طليعة الحملة التي شنت على المترشحين، لا سيما حزبي الأفالان والأرندي، مقابل الاحتفاظ بالأحزاب الإسلامية وعدم المساس بملصقاتها. نفس الانطباع سجّل بأحياء بلدية الجزائر الوسطى، والأبيار وبوزريعة التي لم يكترث شبابها للحملة، باستثناء القلة القليلة التي أظهرت تعاطفا مع بعض التشكيلات السياسية منها الأرسيدي على وجه الخصوص. تجنيد شباب لإعادة ”تطهير” الملصقات ليلا وببلدية حسين داي قام العديد من الشباب تم تجنيدهم من قبل حزب الأرندي لإعادة إلصاق الصور الانتخابية، مقابل ”بطاقات شحن من فئة 1000دج”، أو ورقة مالية خضراء من فئة 2000 دج، حسب عدد المساحات التي يجوبونها بالعاصمة للترويج للحزب ومنتخبيه بالعاصمة مثلما أكده لنا بعض الشباب المجند في الحملة والمكلف بإعادة تصليح الملصقات فقط. ونفس التجنيد قام به منشطو حملة الأفالان، حيث تم تكليف شباب بتجديد جميع الملصقات المخرّبة، حيث يقومون بتلك الحملة ليلا حتى تكون سليمة مع ساعات تنقل العمال والطلبة في الصباح، وهذا حتى يتمكنوا من الاطلاع على صور المترشحين، لا سيما وأن أغلبيتهم غير معروفين لدى سكان العاصمة، بداية من مترئسي القائمة. وقد طبع الحزب الآلاف من الملصقات لتجديدها يوميا وعدم ترك المساحة شاغرة، تحسبا لليوم الأخير من الحملة، حيث يتم الإشهار لها في كل مكان حتى بالحافلات والقطارات والموانئ والمطاعم. وإن كانت الصور لقيت حتفها ببعض البلديات، فإنها لم تطلها أيادي الخراب في بلديات أخرى، مثلما هو الأمر بغرب العاصمة مثلا، حيث بقيت سالمة من أعمال التخريب مثلما هو الحال ببلدية عين البنيان، وكان لصور المعارضة حضورا قويا هناك بالنظر لانخراط العديد من لجان الأحياء في تنشيط وحماية الحملة لفائدة حزب الأفافاس بالدرجة الأولى، خاصة وأن نواب الحزب المنحدرين من البلدية خلقوا شبكة متينة خلال السنوات الأخيرة مكنت من استعادة مكانة الحزب بالناحية الغربية للعاصمة. حنون والدا الحسين يسلمان من ”التدنيس” اللافتات الخاصة بحزب العمال والتي تحمل صورة الأمينة العامة لحزب العمال، ومعلقات الأفافاس الانتخابية التي يوجد على صدرها صور الزعيم الراحل حسين آيت أحمد التي لم تتعرض للتشويه مقارنة بالملصقات الأخرى. ولتغطية العبث الذي لحق باللافتات الإشهارية، سارعت مصالح البلديات إلى تجنيد أعوان مختصين في التصليح اليومي للوحات المخربة من أجل ضمان الإشهار المتساوي لجميع المترشحين.