ملصقات الحملة ملاذ الشباب لإفراغ مكبوتاتهم تحولت الأماكن المخصصة للإلصاق والمساحات الخاصة بتعليق منشورات الحملة الانتخابية في الشوارع والطرقات إلى مساحات للتعبير عن سخط المواطنين ورفضهم تجاه كل الطامحين إلى اعتلاء مناصب المسؤولية في الدولة، وضد كل ما يرمز للمسؤولية والمسؤولين، حيث يتفاجأ القائمون على الحملات الانتخابية للمترشحين الستة صباح كل يوم بأن صور مرشحهم قد مزقت تمزيقا، ونكل بها تنكيلا، من خلال كتابة عبارات ساخطة على المترشحين والمسؤولين بمكتوبة بالعامية الجزائرية، وبالبنط العريض من طرف شبان ساخطين غاضبين، يصبون جام غضبهم على صور المترشحين من خلال تمزيقها وكتابة شتائم وألفاظ بذيئة وصلت إلى حد سب وشتم المترشحين، كرد على شعاراتهم البراقة، وتضمنت بعض الكتابات على صور المترشحين شتائم تفضح الوعود الكاذبة لهؤلاء كوصفهم بال "منافقين"... "طبالين"... كذابين... سراقين... طماعين... بلاد ميكي، ولجأ بعض المواطنين إلى تعويض صور المترشحين الممزقة بشعارات مكتوبة بالبنط العريض يشتمون فيها المترشحين، ويفضحون فيها وعودهم الكاذبة وشعاراتهم الفارغة. وحتى الصور التي نجت من يد هؤلاء الساخطين والغاضبين على كل الطامعين في مناصب المسؤولية، فإنها لم تسلم من خربشات بعض الأطفال العابثين، الذين رسموا عليها ما جادت به مخيلتهم، فرسموا شوارب للويزة حنون، وظفائر شعر لعلي بن فليس، ووضعوا عمامة على رأس بوتفليقة، وأحمر شفاه على شفاه لفوزي رباعين ونظارات لموسى تواتي... وغيرها، ولم تسلم من التمزيق والتنكيل حتى صور المترشحين التي تم إلصاقها على جدران المداوات الانتخابية والمقرات الحزبية. وفي المقابل، تميزت الأيام الثمانية المنقضية من عمر الحملة الإنتخابية بعزوف غير مسبوق للمواطنين عن متابعة وحضور التجمعات الانتخابية التي ينظمها المرشحون الستة، وهم عبد العزيز بوتفليقة، وعلي بن فليس، ولويزة حنون، وعلي فوزي رباعين، وموسى تواتي، وعبد العزيز بلعيد. ورصدت "البلاد" صباح أمس في جولة ميدانية، خلو معظم المساحات المخصصة للإلصاق من صور المرشحين، عدا بعض الأماكن التي تعد على الأصابع، ففي جولة من ديدوش مراد إلى الأبيار وبن عكنون وأولاد فايت والشراڤة ودالي ابراهيم وساحة أول ماي والبريد المركزي، كانت المساحات الإعلانية جميعها فارغة عدا الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة، وصور منافسه علي بن فليس، بينما غابت باقي صور المرشحين. وبدا لنا واضحا ونحن نطوف في شوارع الجزائر العاصمة في جولة قصيرة لمعاينة أجواء الحملة الانتخابية في يومها السابع، أن المتجول في الشوارع لا يكاد يشاهد سوى صور بوتفليقة وبدرجة أقل صور علي بن فليس، ونادرا ما نجد صور رباعين وموسى تواتي وحنون، بسبب قيام المواطنين بتمزيقها وعدم مداومة هؤلاء المترشحين على تجديدها يوميا، فيما لاحظنا أن صور بن فليس وبوتفليقة تمزق يوميا ويتم تجديدها يوميا من طرف مداومات المترشحين. وقد ضرب أنصار بعض المترشحين بقانون الحملة الإنتخابية عرض الحائط إلى حد الإلصاق في المساحات غير المخصصة لهذا الغرض. بينما ذهب آخرون إلى تعليق صور مرشحهم على صور مرشحين آخرين من جهة وتمزيق صور المترشحين المنافسين، مثلما هو الشأن بالنسبة لأنصار المترشح بوتفليقة الذين عمدوا إلى إلصاق صور بوتفليقة في جميع اللوحات الإشهارية المخصصة للمترشحين الآخرين على مستوى كل اللافتات المخصصة للإلصاق في شارع البشير الإبراهيمي بحيدرة، وفي بلدية اولاد فايت بالشراڤة يخوض المواطنين والأطفال حملة "تمزيق لكل مترشح يتجرأ على إلصاق صوره إلى درجة لا نكاد نرى ملصقة واحدة في مكانها"، الأمر الذي تسبب في تطاير بقايا الصور الممزقة في مهب الريح. قاعات فارغة باستثناء تجمعات بوتفليقة وبن فليس كما بدا عزوف المواطنين عن الحملة الانتخابية واضحا، حيث ساد عدم الاكتراث واللامبالاة وسط المواطنين، حيث لم ترصد "البلاد" أي اهتمام من المواطنين بتجمعات المترشحين ووعودهم وبرامجهم، ما جعل القاعات المخصصة للمهرجانات الانتخابية لا تستقطب سوى عددا قليلا من المواطنين، ورغم ذلك، تبقى التجمعات التي ينشطها كل علي بن فليس رئيس الحكومة الأسبق والمنافس الأبرز لبوتفليقة والتجمعات التي نشطها كل من عبد المالك سلال وقادة الأحزاب الداعمة لبوتفليقة هي الأكثر استقطابا للمواطنين إلى حد ما. وفيما عدا تجمعات بن فليس وتجمعات بوتفليقة، نجد أن باقي المترشحين يواجهون صعوبات كبيرة في حشد المواطنين، ولا تستقطب تجمعاتهم سوى أعدادا قليلة جدا من المواطنين، إلى درجة أن المترشح علي فوزي رباعين ألغى تجمعا له مؤخرا، وقرر بعض المترشحين، لا سيما موسى تواتي ورباعين اللجوء إلى اللقاءات الجوارية مع المواطنين من خلال التنقل في الشوارع والتحدث مع المواطنين في الساحات العمومية والمقاهي.