كرم الرئيس بوتفليقة 31 شخصية من رجال ونساء الثقافة والفن بأوسمة استحقاق وطني من مصف ”أثير” و”عشير”، في تقليد يعترف بالعطاء الجميل لهؤلاء، غاب عنه حضوريا الفنان آيت منڤلات وبلاوي الهواري، في حين ينتظر حفل تكريمي آخر لنخبة من الفنانين ينتظم قريبا. وتقترن مبادرة الرئاسة في تقليد الأوسمة الثقافية، حسب القائمين عليها، بالعرفان بالأعمال الرائدة في مجال الثقافة والتاريخ والفن التي ساهمت في حفظ الهوية الوطنية وتكريسا لثقافة الاعتراف بمن خدم الوطن ودافع عنه بكل أشكال الإبداع الثقافي والفني والسينمائي. وبدار أوبرا الجزائر، رفع مجموعة منهم إلى مصاف الاستحقاق الوطني ”أثير”، إذ سلم عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة الأوسمة بحضور مثقفين وفنانين ووزراء، ابن الراحل بوعلام بسايح وسام الاستحقاق الوطني من مصف أثير، استنادا إلى المرسوم الرئاسي المؤرخ في 28 مارس 2017 في الجريدة الرسمية، الذي وهو الأديب والكاتب الذي خلّف أعمالا رائدة وأبحاثا علمية خاصة في مجال الثقافة والتاريخ، كما كان للراحل أيضا صولات وجولات بالدبلوماسية الجزائرية عبر العديد من المحافل الدولية. كما أسدي وسام الاستحقاق الوطني من مصف عشير لذاكرة 15 شخصية من أعلام الفن والأدب والبحث في الجزائر الذين رحلوا وتسلم ذووهم الأوسمة وهم: العالم اللساني عبد الرحمن حاج صالح، والأديب والمترجم أبو العيد دودو، والفيلسوف والمفكر نبهاني كريبع، والفيلسوف والمفكر الشيخ بوعمران، والباحث والأنثروبولوجي مولود معمري، والكاتب شعبان وحيون، والشاعر جمال عمراني، والروائية والباحثة يمينة مشاكرة، والفنانة التشكيلية باية محي الدين (فاطمة حداد)، والباحث في التراث ابراهيم بلجرب، وفنان الشعبي عمر آيت زاي (الزاهي)، والموسيقار تيسير عقلة، والفنان أحمد بن بوزيد (الشيخ عطا الله)، والمخرجان محمد سليم رياض الحاج رحيم. ووشح بوسام الاستحقاق الوطني من مصف عشير عدد من الكتاب والأكاديميين والفنانين وهم مفسر القرآن الشيخ سعيد كعباش، والفنانين عبد المجيد مسكود وحسنة البشارية وأكلي يحياتن ومحمد العماري، وتسلمت ابنة الفنان بلاوي الهواري وسامه بعد أن تعذر حضوره وتسلم شقيق الموسيقار فاضلي نوبلي وسامه. وحاز ذات الوسام الشاعر والفنان لونيس آيت منڤلات الذي غاب عن الحفل وتسلمت الوسام سيدته، وعالم الآثار منير بوشناقي، والكاتبة جوهر أمحيس أوكسل والكاتب والشاعر عربي دحو والكاتب محمد الصالح الصديق والفنان التشكيلي شكري مسلي والمؤرخ ناصر الدين سعيدوني، والشاعر محمد أبو القاسم خمار. وعلق الكاتب والشاعر عربي دحو على الالتفاتة الرسمية قائلا ل”الفجر” أنّ هذا السلوك نابع من صميم حضارتنا العربية وهو تقليد تاريخي بدأ يجد له تكريسا خلال السنوات الأخيرة”. وذكر دحو بأنه تتلمذ بمدرسة جبهة التحرير الوطني حيث كانت مناسبات التكريم تتم بسرية بعيدا عن عيون الاستعمار. أما الشاعر أبو القاسم خمّار فقد أبدى اعتزازه بإسدائه هذا الوسام من طرف الرئيس بوتفليقة الذي لديه مواقف مشرّفة في التاريخ، سواء على المستوى الوطني أو على صعيد الأقطار الأخرى وفق قوله. في حين ترحمت الفنانة سماح عقلة على روح والدها تيسير عقلة، قائلة أن ”تكريم الوالد اعتزاز وفخر لها كفنانة بعدما ترك اسمه راسخا في ذاكرة الجزائريين”.