لم يمر قرار إقالة وزير السياحة مسعود بن عقون بعد 48 ساعة من تعيينه دون أن يلقى ردود فعل من الطبقة السياسية التي انصدمت بالقرار ووصفت القرار ب”مؤشر على مسار التحلل” وأخرى ”بالانسداد”. أجمعت أحزاب المعارضة على أن قرار تنحية الوزير يعد سابقة أولى في الجزائر، يعكس ما حذرت منه سابقا من انتشار لعوامل التحلل السياسي، والاقتصادي. النهضة: تخبط سياسي وعدم وجود الرؤية في تشكيل الجهاز التنفيذي وفي هذا الصدد قال الأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي إن سبب هذه الإقالة قد تعود إلى تشكيل الحكومة التي جاءت بطريقة متسرعة قائلا إن ”هذا أمر غريب”، مشيرا إلى أن قرار الإقالة الذي جاء بعد 48 ساعة يزيد من فقدان الثقة في مؤسسات الدولة، مضيفا أن ”هذه من بين الأمور الغريبة ومن الممارسات التي ستزيد من التخبط السياسي وعدم وجود الرؤية في تشكيل الجهاز التنفيذي”. طلائع الحريات: ”إنه العبث” من جهته وصف المكلف بالإعلام على مستوى حزب طلائع الحريات أحمد عظيمي، في اتصال مع ” الفجر”، قرار الإقالة ب”العبث” الذي وصلت إليه الدولة قائلا ”لم تعد لدينا مؤسسات قوية تدرك ما تفعل وتحترم سمعة الدولة وهي أمور تدخل في إطار العبث”. وفي هذا السياق قال عظيمي إن طلائع الحريات كانت قد حذرت من الوضع السائد ومن الانسداد السياسي والفراغ المؤسساتي. حمس: فضيحة أخرى تؤشر على مسار التحلل الذي حذّرنا منه من جهتها كانت حركة مجتمع السلم السباقة إلى التعليق على قرار تنحية مسعود بن عقون، حيث قال رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، على صفحته، حول إنهاء مهام ”وزير السياحة” الجديدة بعد يومين من تعيينه بسبب فضائح شخصية، قائلاإن الفضيحة هي فضيحة دولة وهي فضيحة أخرى تؤشر على مسار التحلل الذي حذّرنا منه في السنوات الأخيرة. وأضاف أن ”هذه الفضيحة ليست هي المرض بل هي عرض من أعراض مرض خطير أصاب الجزائر. تغيير هذا الوضع واجب على كل وطني مخلص”. من جهته قال القيادي في حمس نعمان لعور، في اتصال مع ”الفجر”، إن قرار التنحية غير طبيعي، مشيرا إلى أن قرار تعيين الوزراء يخضع في العادة إلى تحقيقات واصفا القرار بالمتسرع، قائلا إن ”هناك تسرعا بدون دراسة وهذا ما يؤكد تأزم الوضع وعدم جدية الدولة”. حديبي: ”أين هي الجهات المكلفة بالتحقيقات السياسية؟” من جهته علق القيادي في حركة النهضة بأن تصحيح الخطأ في الاستوزار ليس جريمة بل هو عين الصواب، قائلا إن ”الطامة كيف تم تعيينه وتمريره... أين هي الجهات المكلفة بالتحقيقات السياسية والنفسية والشخصية والنضالية والفكرية”.