تلقى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، اتصالا هاتفيا من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، لبحث سبل استئناف محادثات السلام المتعثرة في مالي وهي المحادثات التي تسبق مشاركة هذا الأخير في قمة دول الساحل بباماكو التي ستتيح إنشاء قوة عسكرية مشتركة تسمح بتعقب الإرهابيين قرب الحدود. اكتفى بيان لرئاسة الجمهورية بالإشارة إلى ارتياح الرئيسين للإجراءات المتفق عليها من أجل تفعيل مشاريع التعاون والشراكة المشتركة سيما، تحسبا لزيارة الدولة التي سيقوم بها الرئيس إيمانويل ماكرون للجزائر خلال الأسابيع المقبلة. كما أوضح المصدر أن ”الرئيسين بوتفليقة وماكرون تبادلا وجهات النظر حول السبل والوسائل الكفيلة بالمساهمة في تسريع عملية تجسيد اتفاق الجزائر من أجل السلم والمصالحة الوطنية في شمال مالي الذي كلفت الجزائر بمتابعة تطبيقه بالتعاون مع شركاء دوليين آخرين لمالي من بينهم فرنسا”. وقد أجرى إيمانويل ماكرون الأربعاء الماضي اتصالا هاتفيا بنظيره عبد العزيز بوتفليقة من أجل ”تقديم مقترحات ملموسة لإحياء هذا الإتفاق”، بحسب الإليزيه، مشيرا خصوصا إلى ”نشر دوريات مختلطة في كيدال” شمال مالي. في المقابل، أكد مصدر دبلوماسي فرنسي أن ماكرون اقترح اتخاذ ”إجراءات ملموسة” إزاء الوضع في مالي، دون الكشف عن تفاصيل أخرى. وأوضح المصدر للصحفيين في باريس ”مثل باقي الأطراف، ترغب الجزائر في أن تسير الأمور بسرعة أكبر وأن تنفذ النقاط الرئيسية التي حددها (الاتفاق)”. بالموازاة ، سيشارك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قمة دول الساحل (موريتانياومالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد) التي تجري غدا الأحد في العاصمة المالية باماكو، كما أعلن قصر الإليزيه. وأعلن قصر الإليزيه أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيتوجه الأحد إلى باماكو للمشاركة في قمة دول الساحل - موريتانياومالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد - تأكيدا لجهود فرنسا في دعم قوة مشتركة من الدول الخمس لمكافحة الإرهاب. وكانت الدول الخمس اتفقت خلال قمتها الأولى في فيفري على مبدأ إنشاء قوة حدودية قوامها خمسة آلاف رجل ما تزال تلقى مزيدا من الدعم الدولي، بما في ذلك الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي الذي وعد بتقديم مبلغ 50 مليون يورو، كما أعلنت الأممالمتحدة الأسبوع الحالي عن دعمها للقوة. وأكد الإليزيه أن ”قمة الثاني من جويلية ستشكل مرحلة جديدة مع إطلاق القوة المشتركة التي ستتعقب الإرهابيين عبر الحدود”. وستنضم هذه القوة في المنطقة إلى قوة ”برخان” الفرنسية وبعثة الأممالمتحدة في مالي (مينوسما). وسيعلن ماكرون الأحد عن سبل هذا الدعم ويتضمن أساسا معدات وليس عديدا إضافيا لقوة ”برخان”، وفقا للإليزيه. وهدف فرنسا هو إطلاق ”ديناميكية دولية” لأجل ”توسيع نطاق الدعم” ليشمل ألمانيا وهولندا وبلجيكا، وكذلك ”دعما ملموسا” من الولاياتالمتحدة. وقال قصر الرئاسة الفرنسية: ”سنقوم بكل ما يلزم لتكون هذه القوة جاهزة ميدانيا مع اقتراب بداية الخريف. في ذلك الوقت، يمكن البدء بالتمويل الأوروبي، وبحلول نهاية هذا العام أو بداية العام المقبل نرغب في تدخل آخرين”، مشيرا إلى لقاء قريب للمساهمين المحتملين الأوروبيين. وهناك أولوية أخرى فرنسية وهي إعادة تفعيل اتفاق سلام حول مالي وقع في الجزائر عام 2015، و”يميل إلى التعثر”، وتريد فرنسا مشاركة دول الساحل الأخرى في متابعة تطبيقه.