قرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تدشين جولاته الخارجية إلى إفريقيا بزيارة مالي، أين ينشط ما يسمى بتنظيم ”أنصار الإسلام والمسلمين” الإرهابي، الذي وجه تهديدات مباشرة إلى فرنسا باستهدافها. وعقب تسلم ماكرون مقالد الحكم من سابقه هولاند، أعلنت أوساط سياسية بالإليزيه عن برمجته زيارة خارجية إلى إفريقيا وتحديدا إلى القوات العسكرية الفرنسية ”برخان” في مالي بنهاية الأسبوع الجاري أين ينشط تنظيم أنصار الإسلام والمسلمين الإرهابي قرب الحدود المالية الجزائرية فيما هدد سابقا باستهداف عدة دول على رأسها فرنسا. وتصدرت القضايا الأمنية خطاب ماكرون أمس أثناء مراسم تنصيبه وقال إن ”فرنسا أمام تحديات عديدة من بينها الإرهاب، والسعي للعمل على بناء السلام”. ومن المرجح أن تكون الزيارة إلى مالي عقب تعيين رئيس الوزراء الفرنسي الجديد اليوم الإثنين، والإعلان عن أعضاء الحكومة الجديدة غدا الثلاثاء. وقال الخبير الفرنسي في القانون الدستوري دومينيك روسو إن هولاند وماكرون بحثا قبل تسليم السلطة أيضا على الأرجح في المشاكل الكبرى في العالم، وخصوصا التزام فرنسا في مالي. وموازاة مع ذلك قال تقرير أمريكي لصحيفة ”نيويورك تايمز” أمس أن مسؤولون أمريكيون وفرنسيون يقولون إن علاقاتهم العسكرية وشراكة مكافحة الإرهاب سوف تستمر دون تغيير في مالي، خاصة بعد فوز إيمانويل ماكرون بالانتخابات الرئاسية بفرنسا. وأوضح التقرير أن الولاياتالمتحدةالأمريكية الآن تحاول أن تكتفي بتشجيع فرنسا ودعمها دون التدخل بقوات أمريكية، واتضح ذلك بشكل كبير عندما قال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس الشهر الماضي خلال زيارة للقاعدة العسكرية الأمريكية في جيبوتي ”إنني لا أملك شكا في أن الفرنسيين سيواصلون اتخاذ قراراتهم في مصلحتهم الخاصة، وأن الإرهابيين سوف يموتون تحت أقدام القوة الفرنسية”. وذكر الموقع أنه قبل ثلاث سنوات أعادت فرنسا تنظيم قوتها المكونة من 000 4 فرد في غرب إفريقيا، من أجل القيام بمزيد من الفاعلية في مكافحة الإرهاب، التي يطلق عليها عملية برخان، وقد ركز الجيش الفرنسي قوته الجوية ونشرها في المنطقة، بما في ذلك ثلاث طائرات مقاتلة ”ميراج”، وكان مقر البعثة في تشاد وطائراتها الاستطلاعية الخمس من طراز ريبر في النيجر، وقواتها الخاصة العاملة في بوركينا فاسو، ومركزها اللوجستي في ساحل العاج. وكمثال على التعاون المتزايد بين البنتاغون وفرنسا، سينضم مخطط عسكري أمريكي لأول مرة إلى موظفي القيادة في القيادة التنفيذية الفرنسية. وأشار الموقع إلى أن فرنسا، بعلاقاتها الثقافية والتاريخية العميقة مع المنطقة، تأخذ زمام المبادرة في عمليات مكافحة الإرهاب، وهنا تتحفظ الولاياتالمتحدة نفسها من الاضطرار للقيام بمهمة عسكرية كبرى أخرى. وبالنسبة لفرنسا، فإن مساعدة البنتاغون الجوية في مجال التزود بالوقود والنقل والاستخبارات ضرورية لنجاح العملية. وقال موقع واشنطن بوست ”بالنسبة للمساعدات الأمريكية للفرنسيين فإن الواقع الصارخ للفرنسيين يقول إنهم ببساطة لا يستطيعون العمل هناك بدون مساعدة الولاياتالمتحدة”، كما أن المهمة تشكل خطرًا على القوات الفرنسية وحلفائها الأفارقة، لذا يجب على قوة كبرى دعم القوات الفرنسية والحلفاء.