تتواصل بقصر رياس البحر معارض: ”جنان الدزاير” و”الجزائر المحمية بالله” و”الفنون التشكيلية” من تنظيم المؤسسة العدلانية، إلى غاية سبتمبر القادم، وتشمل هذه المعارض صورا عن مختلف الفترات التاريخية التي عرفتها الجزائر، إضافة إلى صورعن الأماكن واللوحات الفنية لمختلف الرسامين الذين أبدعوا في تصوير المدينة وإبراز شخصياتها البطولية التي صنعت مجد تاريخ الجزائر. يضم معرض ”جنان الدزاير” مجموعة من المعارض الفنية الفرعية منها ”معرض الرسوم التشكيلية”، و”معرض الجزائر المحمية بالله”، وصرح درير عماد المحافظ الرئيسي للتراث الثقافي بوزارة الثقافة، ل”الفجر” أن الهدف من تنظيم هذه المعارض هو الحفاظ على تقاليدنا وأيضا تقريب جيل الشباب من ثقافته وترسيخها في ذهنه وجعله يتمسك بجذوره الثقافية وهويته. وقال درير عماد أن معرض ”الجزائر المحمية بالله” يدوم إلى غاية 3 أوت 2017، أما معرض الفنون التشكيلية فيتواصل إلى غاية 29 سبتمبر 2017. يحوي معرض ”الجزائر المحمية بالله” المنظم بقصر 23 صورا رائعة، بألوان جميلة، تبرز تقاليد المجتمع الجزائري، إضافة إلى لوحات فنية ملونة وأخرى بالأبيض والأسود لشخصيات بارزة في تاريخ الجزائر خلال العهد العثماني ك”الداي الحسين” ورياس البحر كالريس حميدو، وبالاضافة للوحات فنية أخرى لبنيات قديمة تعود للعهد العثماني كالقصبة وميناء سيدي فرج، أما عن فترات الحكم المختلفة التي شهدتها الجزائر، حمل لنا المعرض معلومات مفيدة مكتوبة وأخرى ممثلة بلوحات مرسومة ومزخرفة شملت كل من فترة النوميديين والفينيقيين والرومان والوندال، البيزنطيين، وأيضا فترة ما بعد الفتح الإسلامي والتي شملت الأمويين والعباسيين وفترة حكم الدارسة إلى غاية فترة الموحدين والعثمانيين، كما خصص رواق لفترة الاحتلال الفرنسي ضم لوحات فنية تؤرخ لمدينة الجزائر في القرن 16، وأخرى نتعرف من خلالها على أهم الأحداث التاريخية التي وقعت في الجزائر ك”إنزال القوات الفرنسية بسيدي فرج 1830 بطباعة حجرية القرن 19” وكذا ”محاصرة وقصف مدينة الجزائر من طرف الأسطول الفرنسي بين 1829 -1830”. واهتم زوار المعرض بما احتواه من تحف فنية ولوحات، كما أعجبوا بروعة بنية ”القصر”، وتوافدت عائلات لمشاهدة المعرض الذي أقيم في قصر 23، وفي وسط الدار وضم المعرض مطويات عن الموسيقى والحياة الاجتماعية وكذا الأماكن التاريخية التي شهدت قصصا عن ”المسيحية” و”اليهودية” على أرض الجزائر، وفي أعلى القصر كان المنظر باهيا وجميلا من خلال الأروقة الواسعة والسلالم الضيقة، و عرضت تحف تقليدية رائعة أنجزها الفنان ”حميد بومهدي”، كما تعرض الحرفية قويدر زهرة منتوجاتها الخاصة بالعطورالطبيعية التي ملأت رائحتها من ورود وزهور الخزامي أرجاء قصر رياس البحر. وقالت لنا ”زهور” أن فكرة صناعة العطور ومواد التجميل لم تكن فكرتها بل فكرة زوجها، فقد كانت معلمة في المعهد العالي للفلاحة وكانت تهتم بجمع الزهور في منطقة ”الشبلي”، وتعمل على تقطيره لتحولها إلى عطر وتبيعها في الصيدليات بميسوني وارديس وباب الزوار، وقالت ل”الفجر” أنها سافرت إلى تونس لبيع مستحضراتها الطبيعية الخاصة بالعناية بالجلد والشعر والبشرة ثم فتحت محلا تابعا لشركة ”اسانس الجزائر”. في حين ضم ”معرض الفنان التشكيلي كرور محمد والمعنون ”تدبر في الهوية” لوحات جميلة ورائعة والمعبرة بشكل مثير، وقال الفنان كرور أن الفضل يعود لوالدته في دخوله عالم الفن التشكيلي واعتبر والدته سندا له، لأنها كانت تحثه على المطالعة وكذا البحث في مجال الآداب والفن لإثراء معارفه، وقال أنه خريج مدرسة الفنون الجميلة في سيدي بلعباس وكان الأول في تخرجه، وفاز بالجائزة الأولى لطلبة مدارس الفنون الجميلة والمواهب الشابة بالمهرجان الوطني بمستغانم، وصرح لنا أن الهدف من إنجازه للوحات تعبر عن التقاليد الجزائرية هو إبراز جمال كل ما هو تقليدي لتحبيبه لدى شبابنا. والتقينا خلال جولتنا في معرض الفنان كرور ب ”م. محمد سليم، و ”ب. يوسف”، و”ج. ماسين” و”ا.د.محمد” وفتاتين ”ز. وداد” و”ب. سيرين”، وهم طلبة حضروا للاستمتاع بالمعرض وقالوا أن الفنان كرور مبدع وأنه من المهم معرفة تاريخ بلدنا والتقاليد الجزائرية.