اعترض مناضلو حزب جبهة التحرير الوطني بعدد من الولايات، على تنصيب اللجان الولائية للتحضير للانتخابات المحلية، التي كلف بها الأمين العام للحزب جمال ولد عباس أعضاء المكتب السياسي، بكل من المسيلة، عين الدفلى، المدية، خنشلة، تبسة، سطيف، برج بوعريريج وبوسعادة، والسبب هو انتماء بعض الأسماء المقترحة إلى أحزاب أخرى، منها جبهة المستقبل، وطلائع الحريات، فضلا عن وجود أسماء معروفة ب”بزنستها بالقوائم”، حسب ما أكدته مصادر ”الفجر”. قال عضو مجلس الأمة والقيادي في حزب جبهة التحرير الوطني، جعفر بوعلام في تصريح خص به ”الفجر”، أن عملية تنصيب اللجان الولائية المكلفة بالتحضير للانتخابات المحلية القادمة والتي كلف بها أعضاء المكتب السياسي بعدد من الولايات لم تر طريقها إلى النور بسبب وجود خروقات أساسية، أهمها عدم توفر الصفة النظامية لدى بعض الأعضاء الذين تم اقتراحهم من المكتب السياسي على اعتبار أنهم مناضلون في أحزاب سياسية أخرى و”متجولين سياسيين”. وقدم المتحدث ل”الفجر” مثالا حيا على ذلك، وهو اقتراح عضو المكتب السياسي، رقيق مختارية، مناضلا من حزب علي بن فليس يزيد تواتي، باللجنة الولائية الانتخابية للأفالان بولاية برج بوعريرج، بالإضافة إلى اقتراحها ايضا، لمختار جودي، وهو مناضل في جبهة المستقبل، الأمر الذي حال دون إتمام عملية التنصيب التي كانت مبرمجة، حيث اقتنعت عضو المكتب السياسي بأسباب الرفض وعادت بتقرير مفصل للأمين العام للحزب جمال ولد عباس. ولايات أخرى، عرفت أيضا سيناريوهات مماثلة لذلك الذي شهدته ولاية برج بوعريرج، ويتعلق الأمر، بالمسيلة وبوسعادة، حيث فشل عضو المكتب السياسي، عبد الله بوضياف، في مهمة تنصيب اللجنة الولاية للحزب، ووصل للأمر بالمناضلين الذين إلى حد استعمال ”القوة ضد عضو المكتب السياسي من اجل منعه من تنصيب لجنة انتخابية ولائية، طعنوا في أهلية أعضائها”.ويضيف المصدر ذاته، أن ولاية سطيف، شهدت عمليات ممثلة لاختراق ”عناصر من جبهة المستقبل ودسها في اللجنة الانتخابية لولائية”. وفي سياق مماثل، فشل، عضو المكتب السياسي، مصطفى بوعلاق، في تنصيب اللجنة الولاية الانتخابية بولاية عين الدفلى، ونفس مظاهر الرفض أشهرها المناضلين بولايتي تبسةوخنشلة، في وجه موفود ولد عباس، لعدم تزكيتهم واقتناعهم بالأعضاء المقترحين من قبل المكتب السياسي للحزب. ومن جهة أخرى، قال نائب عن حزب جبهة التحرير الوطني، فضل عدم الإفصاح عن اسمه في تصريح ل”الفجر”، أن ثورة حقيقية أقامها مناضلو الحزب بولاية عين الدفلى لحماية أصواتهم، بعد محاولة الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس فرض الرئيس السابق للمجموعة البرلمانية للأفالان، بمجلس الأمة والمحافظ الحالي للحزب بالولاية السيد حنوفة بالقوة، على رأس اللجنة الولائية المكلفة بالتحضير للانتخابات المحلية، والسبب وراء الرفض هو توجس المناضلين من دخول المال الفاسد في القوائم الانتخابية، كون حنوفة، تم اقتراحه وتعينه من قبل، عضو المكتب السياسي السابق للافلان، مصطفى معزوزي خلال عهدة رئاسة عمار سعداني للأفالان الأمر الذي حمل المناضلين على التصعيد لمنع عملية التنصيب واشتراط على ولد عباس استشارة القاعدة في اختيار من يشرف على اللجنة الولائية الانتخابية بهذه الولاية التي تعد أحد معاقل الحزب العتيد”. وتشير المعطيات الميدانية، أن عملية تنصيب اللجان الولائية الانتخابية لحزب جبهة التحرير الوطني، لن تتم قبل منتصف شهر أوت الجاري، مثلما كان مقررا في أجندة ولد عباس ومكتبه السياسي، الذي ألغى عطلة الصيف خصيصا للتقدم في تحضير للانتخابات المحلية المقبلة، وهو ما قد يؤشر إلى تكرار سيناريو التشريعيات والاضطرابات التي رافقته وترجمت لاحقا في تراجع حصيلة الحزب خلال الاستحقاقات الفارطة.