خلافا للتقديرات التي قدمها خبراء أمنيون من أمريكا وأوروبا حول مخاطر تحول إرهابيو داعش في سورياوالعراق نحو دول أخرى، وما يشكلونه من تهديد على دول شمال إفريقيا والساحل وحتى أوروبا، قلل المبعوث الأمريكي الخاص للتحالف ضد داعش بريت مكجورك، من إمكانية تسلل عناصر التنظيم الإرهابي نحو دول أخرى لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية. قال بريت مكجورك إنه لم يعد بإمكان تنظيم الدولة الإرهابي داعش إرسال متشدديه الذين تدربوا في سوريا لشن هجمات في أوروبا ومناطق أخرى، ورجح أن تتمكن قوات التحالف من القضاء على ألفي إرهابي في الرقة بعد غلق الحدود التركية السورية. وأشار المسؤول الأمريكي نقلا عن مصادر إعلامية إلى خسارة التنظيم الإرهابي لمساحات معتبرة في سوريا، وأن الإرهابيين فقدوا 78 بالمائة من الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها في العراق و58 بالمائة من الأراضي في سوريا. وأكد المسؤول الأمريكي في تصريحات تشير إلى أنه هون من مخاطر عودة المقاتلين الأجانب نحو دولهم الأصلية، بالقول إنه قبل كل عملية عسكرية تقوم قوات التحالف بتطويق المنطقة المستهدفة لضمان عدم تمكن مقاتلي التنظيم الأجانب من الفرار والهروب من العراقوسوريا. وأشار ذات المصدر إلى امتلاك قاعدة بيانات ب19 ألف اسم من مقاتلي داعش أرسلت إلى المنظمة الدولية للشرطة أنتربول وهي المعلومات التي توزعها المنظمة على الدول الأعضاء على غرار الجزائر من أجل تقليص خطر عودة المقاتلين الأجانب نحو دولهم الأصلية، خاصة أولئك الذين يتحركون بجوازات سفر مزدوجة من البلد الأصلي ومن بلد الإقامة. ولفتت الجزائر من خلال وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل إلى ضرورة توحيد العمل الأمني العربي من أجل منع انتشار خطر داعش نحو دول أخرى تعيش الاستقرار، في وقت لم يتم فيه بعد التوصل إلى حل للنزاعات المتعددة في ليبيا واليمن والعراقوسوريا، حيث أكد مساهل في جولته العربية بخصوص أزمات المنطقة لمسؤولين رفيعين على الحاجة إلى التعامل بجدية مع خطر عودة المقاتلين الأجانب من سورياوالعراق، فيما تستنزف حماية الحدود الجزائرية إمكانيات بشرية ومادية ضخمة بالنظر إلى الخطر الذي يشكله الوضع الأمني في ليبيا والساحل على استقرار الجزائر التي تسعى وسط العرب والأفارقة إلى الاقناع باعتماد الحلول السلمية والحوار والمصالحة لمواجهة خطر الإرهاب والتطرف.