أكد معهد واشنطن في دراسة له أن اعتداء مانشيستر في بريطانيا يسلط الضوء على المقاتلين الأجانب في ليبيا، معتبرا أن البلاد أصبحت رابع منطقة حشد للإرهابيين في العالم. وأوضح المعهد أن سفر المقاتلين الأجانب إلى ليبيا للمشاركة في القتال لا يشكل ظاهرة جديدة. فوفقاً لمسؤولين أميركيين، وصل العشرات من هؤلاء المقاتلين إلى ليبيا للانضمام إلى التمرد ضد نظام معمر القذافي منذ وقت مبكر يعود إلى سبتمبر من عام 2011. ومنذ ذلك الحين، تطوّر انخراط المقاتلين الأجانب في ليبيا على مرحلتين، الأولى مرتبطة بشبكة تنظيم ”القاعدة” (من 2011 إلى 2013) والثانية مرتبطة بشبكة تنظيم ”الدولة الإسلامية” (من عام 2014 حتى الوقت الحاضر). وقال المعهد الأمريكي إن تنظيم داعش الإرهابي أصبح جهة التجنيد الأولى في ليبيا حاليا. وبدأت العناصر من أوروبا وأميركا الشمالية وجنوب آسيا وغيرها من مناطق الشرق الأوسط وإفريقيا بالتوافد إلى البلاد أيضاً. ويُعتقد أن نحو ألفي مقاتل أجنبي انضموا إلى تنظيم ”داعش” في ليبيا، نصفهم من تونس وحدها. وفي حين أن هذا العدد هو أدنى بكثير من الأربعين ألف مقاتل أجنبي في سوريا، إلا أنه يبقى رابع أكثر حشد للأجانب في تاريخ الجهاد في العالم، ولا يتفوق عليه سوى الحرب السورية والجهاد الأفغاني خلال ثمانينيات القرن الماضي والحرب في العراق خلال العقد الماضي. في عام 2016، خسر تنظيم داعش الإرهابي معقله في سرت، ما جعل احتمال عودة مئات المقاتلين الأجانب إلى بلادهم مصدر قلق أكبر بكثير. وقد شكل العائدون مصدر قلق بنحو خاص في دول إفريقيا الشرقية والغربية مثل كينيا ونيجيريا والسنغال والسودان، التي لم يسبق لها التعامل مع التعبئة الجهادية للأجانب في ما يتعدى إطار التمرد المحلي أو المجاور. فضلاً عن ذلك، أخذ المسؤولون الأوروبيون يحذرون من محاولة تنظيم داعش استغلال سيول المهاجرين من ليبيا بالطريقة نفسها التي استغلت بها تدفقات اللاجئين من سوريا. في المرحلة التي سبقت اعتداء مانشستر، بدأت تظهر العلامات على امتلاك تنظيم داعش في ليبيا طموحات أكبر بتنفيذ الهجمات في الداخل الأوروبي. وبالتالي، في حين انصب معظم التركيز على مدى العامين الماضيين على القضاء على أهم عناصر تنظيم داعش المسؤولة عن العمليات الخارجية في سوريا، ينبغي اتباع مقاربة مماثلة حالياً ضد العناصر المتواجدة في ليبيا كونها تشكل خطراً محتملاً وإن كانت أقل عدداً.