يصطدم ثاني تحالف إسلامي، بعد تحالف حمس الذي نجح فقط في ”استرجاع” حركة التغيير، بعثرات تؤجل مؤتمره الجامع بعدما كان مقررا سبتمبر المقبل إلى فترة ما بعد المحليات المقبلة. كشفت مصادر موثوقة ”للفجر” أن مشروع الاتحاد الإسلامي يخطط لإجهاضه من قبل خصوم عبد الله جاب الله ”القدماء” من عهد بداية حركة النهضة التي أسسها زعيم العدالة والتنمية حاليا، لأن نجاح التحالف الإسلامي الذي يجمع العدالة والتنمية، البناء والنهضة في منظورهم، يعتبر بالدرجة الأولى نجاح لعبد الله جاب الله في لم شمل شتات الإسلاميين، وهو ما يرفضه أعداءه ”التقليديون” بل ويصرون على التشويش عليه وفقا لنفس المصدر . وأضاف المتحدث أن مشروع الاتحاد الإسلامي الذي يخطط خصوم جاب الله القدماء لإفشاله، وهم المحسوبون حاليا على حركة النهضة التي يقودها الأمين العام الحالي محمد ذويبي والتي لا تزال تعيش على وقع أزمة داخلية تسببت في تأجيل عقد المؤتمر الجامع للإسلاميين يريدون إطالة تلك الأزمة بأي طريقة من أجل إجهاض مشروع جاب الله واستعمال ورقة بقاء ذويبي بأي وسيلة، في انتظار استخدام أوراق أخرى بعد ذلك. كما شدد المصدر الذي فضل التحفظ عن ذكر هويته، على أن تأجيل عقد المؤتمر الجامع لإعلان الوحدة بين الأحزاب الإسلامية الثلاث يكون بالدرجة الأولى سببه الأزمة الداخلية التي تتخبط فيها حركة النهضة، إضافة إلى عدم وضوح الرؤية بالنسبة للأحزاب الثلاث المنشغلة بالتحضيرات للمحليات المقبلة، في ظل الوضع المبهم على الساحة الوطنية والسياسية. وكشف مصدرنا عن لقاء قريب ترتبه قيادات الأحزاب الثلاثة في إطار لقاءات مستقبلية لإيجاد حل لمشكلة النهضة، إضافة إلى وضع الترتيبات اللازمة خاصة وأن المحليات المقبلة على الأبواب، في وقت يستعد الثلاثة للدخول بقوائم موحدة للاتحاد مثلما فعلوا في التشريعيات الفارطة، ما يعني أن اللقاءات ستكون في خانة التحالف الانتخابي. وبالنسبة لأولى عثرات الاتحاد الإسلامي نجد أزمة حركة النهضة، التي تتعقد يوما بعد يوم، خاصة وأن مسألة الوحدة أحد أهم خلافات أمين عام النهضة وخصومه، حيث يتهم هؤلاء ذويبي بعرقلة التحاق النهضة بمشروع الوحدة والعمل على إجهاض ذلك من خلال مؤامرات، كانت بعض الولايات ومجلس الشورى مسرحا لتبادل الاتهامات بشأنها. وتعمل لجنة التحقيق التي استحدثت مؤخرا داخل الحركة على قدم وساق للوصول إلى حل توافقي داخل هذه التشكيلة السياسية، حيث استمعت لمختلف الأطراف المعنية في انتظار استكمال التحقيق خلال الأيام القليلة المقبلة، حتى تتضح الرؤية داخل النهضة، وفي حال عدم التوصل لحل توافقي وهو احتمال وارد، فإن هذا سيعقد الأمر بالنسبة لشأن الحركة داخليا وعلاقتها بمشروع الوحدة مع البناء وجبهة العدالة والتنمية.