إعلان تحالف لتحقيق الاندماج بين جبهة العدالة و النهضة أعلنت جبهة العدالة والتنمية وحركة النهضة، أمس، رسميا عن تحالف استراتيجي لتحقيق الاندماج التوافقي في حركة واحدة ، وأكد كل من الحزبين أن هذا المشروع لا يستهدف أي جهة ولا يهدد أحدا، بل جاء من أجل مصلحة الجميع ويبقى مفتوحا أمام التشكيلات المنتمية إلى نفس التيار للانضمام إليه. و دعت كل من جبهة العدالة والتنمية وحركة النهضة في الندوة التي نظمت أمس بقصر المعارض بالعاصمة للإعلان والتوقيع على وثيقة التحالف الاستراتيجي لتحقيق الاندماج التوافقي في حركة واحدة ، الأحزاب المنتمية للتيار الإسلامي ، حركة حمس ، جبهة التغيير وحركة البناء الوطني، للانضمام إلى هذا التحالف لتحقيق نفس الأهداف وأوضح كل من الحزبين بالمناسبة، أن هذا التحالف الاندماجي لا يستهدف أي جهة سواء في السلطة أو المعارضة وذكر رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله في كلمته، بحضور عدد من أعضاء الأحزاب المنتمية للتيار الإسلامي، أن تفرق هذا التيار قزمه وأضعفه ولم يستفد من ذلك إلا خصوم المشروع، معتبرا أن مرحلة الانفتاح السياسي قد زادت من تشتيت شمل هذا التيار، مشيرا في السياق ذاته إلى المحاولات السابقة لتحقيق الوحدة بين أبناء هذا التيار والذي لا يعادي -كما قال- أحدا بسبب أيديولوجية أو موقف ولم يأت ليكره أحدا على عقيدة أو موقف وأفاد جاب الله، أن المشروع المولود لا يهدد أحدا ولا يشكل خطرا على أي أحد في السلطة او القوى السياسية وإنما جاء حسبه من أجل مصلحة الجميع وقال أننا سندخل المنافسة السياسية بضوابطنا الشرعية ونخدم ديننا ووطننا وأمتنا وعبر عن أمله في أن تكون هذه الخطوة والموقف الوحدوي متبوعا بخطوات أخرى وقال أن أيادينا ممدودة لحركة البناء وجبهة التغيير وحركة حمس ودعا هذه التشكيلات للإسراع لمد أيديها أيضا للاجتماع والوحدة الشاملة. من جهته اعتبر الأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي، في كلمته أن الإعلان عن التحالف الاندماجي بين جبهة العدالة والتنمية وحركة النهضة، يعد محطة هامة وإنجازا مشهودا، مضيفا في السياق ذاته أن المشاريع الناجحة عادة ما تكون نتاج تجربة رائدة ومراجعات عميقة تأخذ بكل المناحي، مضيفا أن هذه المناسبة ليست لإعادة التاريخ أو الوقوف عند حدود الماضي بقدر ما هي فرصة لبناء المستقبل وإعادة الاعتبار لكل من ساهم في بناء هذا الصرح النهضوي وقال في نفس الصدد، أن هذا المشروع يعد إنجازا تاريخيا ومساهمة فعلية في ترشيد الساحة السياسية وتأهيلها للقيام بواجباتها ويهدف كما قال للمحافظة على استقلال الجزائر وسيادتها ووحدتها وتعزيز مكانة الجزائر وتكريس الحقوق والحريات السياسية والإعلامية والنقابية واحترام حقوق الإنسان وترقيتها وتحرير الاقتصاد الوطني والمبادرة الاقتصادية والعمل على ترقية الحياة الاجتماعية للمواطن وبلورة منظومة ثقافية ترسخ ثوابت الامة وأكد أن هذا التحالف مطالب بأن يكون في مستوى الاستحقاقات المقبلة وأن يتجاوز كل العقبات والعراقيل القانونية وغيرها بما يؤهله أن يكون رقما مهما في الخارطة السياسية المستقبلية . من جهته ذكر القيادي في جبهة العدالة والتنمية لخضر بن خلاف ، أن هذا العمل جاء ثمرة جهود متراكمة خلال سنوات، داعيا للمضي في خيار الوحدة وجمع الطاقات وأوضح من جانبه القيادي في حركة النهضة فاتح ربيعي، أن هذا المشروع يتجاوز النهضة التاريخية وهو محاولة لتجاوز مرحلة الانقسام والشرذمة وإعادة الاعتبار للتيار الإسلامي، مضيفا أن المشروع لا يستهدف أي جهة سواء في السلطة أو المعارضة بل هو للجزائر، معتبرا أن هذا التحالف تجربة جزائرية محضة وهو من إبداع النهضة التاريخية وهو مشروع استراتيجي وليس مجرد تحالف انتخابي . من جانبه نوه الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني في كلمته بهذا التحالف بين الحزبين الإسلاميين، مشيرا إلى وجود نوع من التنازل الذي ينهي التنازع، داعيا الأحزاب الإسلامية والوطنية من أجل عدم تضييع هذه الخطوة التاريخية، فيما اعتبر الوزير الأسبق عبد العزيز رحابي، أن التوافق الحاصل بين الحزبين عمل حضاري يقوي الجبهة الداخلية، معتبرا أن تشتت القوى السياسية يضعف الدولة والاجماع الوطني حول السياسة الخارجية والأمن والاستقرار، معربا عن أمله في أن يتوسع هذا الوعاء إلى كل العائلة المنتمية لهذا التيار.