لم يكن التنبؤ بما سيقوم به رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم الجديد، خير الذين زطشي أمرا شديد الصعوبة، فالرجل ترجم الأفعال التي كانت منتظرة منه إلى أقوال بدءا من وعوده السبعة التي أطلقها بعد انتخابه على رأس الهيئة الكروية الجزائرية. كما تأكد الخاص والعام في الشارع الرياضي الجزائري أن زطشي يخلط في رأسه بين المنتخب والبطولة، فهو لا يفرق بين العمل الذي يتوجب أن يخصصه للمنتخب ومن يجب عليهم القيام بذلك وبين واجباته في البطولة المنحرفة...عفوا المحترفة، حتى أن النقائص التي كان يعددها في الأمس القريب والأخطاء التي كان يرتكبها سابقه أصبح يتفنن في تنفيذها على أرض الواقع إلى درجة أن النتيجة التي ستحصل عليها إذا عصرت ”غوركوف” طبقا للقوانين الفيزيائية لن تكون أكثر من ”ألكاراز”، فكلاهما توقفا عن اللعب في سن مبكر واقتنعا بضرورة الاتجاه للتدريب في حرق مبكر للمراحل لم يجنيا منها سوى الخيبات فخرجا بعد عقود بصفر لقب. غوركوف جمع بين اللعب وتدريب لوريون في سابقة تاريخية على طريقة ابن القذافي الذي لعب في ناد إيطالي عبر شراء الأسهم فجمع بين أمرين لا يجتمعان عادة، وألكاراز أوقف مسيرته كلاعب في سن ال28، وكلاهما اعتنيا بالتكوين فلا هما كونا مدربين أكفاء يشار إليهم بالبنان ولا حصلا على ألقاب تمنح للمناصر الجزائري شيئا من الاطمئنان. فالاعتماد عليهما في بناء قاعدة تكوينية لكرة القدم الجزائرية كان كمثل من جلب حدادا ليبني له قصرا، وفي النهاية نقول أن المنتخب الأول ليس نادي بارادو يا زطشي ولسنا على استعداد للصبر عشر سنوات أخرى على جيل جاهز للتتويج قاريا، فما للبطولة للبطولة وما للمنتخب فهو للمنتخب. صحيح أن زطشي جاء بمشروع طموح موجه نحو البطولة يبدأ ببناء أكاديميات سنجني ثمارها بعد عشر سنوات، لكن المنتخب جاهز بلاعبين هم من أفضل الأسماء في دورياتهم مثل محرز وبراهيمي وسليماني وغولام وبن طالب وهني وبودبوز، لكن يبدو أن المشروع الذي يتوق زطشي إلى تنفيذه منذ توليه زمام الأمور داخل قصر دالي براهيم لا يعدو أن يكون الترويج للاعبي أكادميته بارادو في جميع أصناف المنتخبات الوطنية.