l رئيس الوزراء الروسي ينهي زيارته للجزائر بخمس اتفاقات شراكة قال رئيس الوزراء الروسي، دميتري ميدفيديف، في ختام زيارة للجزائر استغرقت يومين أن العلاقات بين الجزائر وموسكو تتطور بشكل ”واعد”، مبرزا تطابق وجهات النظر بين البلدين حول العديد من القضايا الدولية. وأوضح ميدفيديف عقب اللقاء الذي خصه به رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أول أمس، قائلا ”لقد لاحظنا أن العلاقات بين الجزائروروسيا تتطور بشكل معتبر”. وأشار رئيس الوزراء الروسي أنه كانت له محادثات ”مثمرة” مع المسؤولين الجزائريين أفضت إلى ”مقاربات جديدة” في المجال الاقتصادي وإلى استثمارات جديدة في عدة ميادين تهم البلدين، لا سيما في قطاعات الطاقة والتكنولوجيات الحديثة وفي مجالات أخرى للتعاون، حيث قال ”لدينا بالفعل طاقات هائلة سنطورها معا”. وأبرز ميدفيديف، الذي صرح بأنه أبلغ رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة تحيات الرئيس بوتين، ”التطور المستمر” للعلاقات الجزائرية-الروسية، مذكرا ب”الأسس المتينة” التي تقوم عليها العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. كما أوضح أنه تطرق مع رئيس الجمهورية إلى القضايا الدولية، لا سيما مكافحة الإرهاب وضرورة إيجاد حلول لمختلف النزاعات في العالم. وأبرز رئيس الوزراء الروسي تطابقا في المواقف الجزائرية والروسية، مؤكدا أن ”وزارتي الخارجية للبلدين تبقيان على اتصال من أجل تنسيق الجهود من منطلق احترام القانون الدولي”، معبرا عن شكره للرئيس بوتفليقة وللوزير الأول أحمد أويحيى على ”نجاح هذه الزيارة”. وتوجت زيارة رئيس الوزير الأول الروسي إلى الجزائر بالتوقيع على خمس اتفاقات شراكة وتعاون ومذكرات تفاهم بين البلدين وكانت مناسبة لتعزيز علاقات التعاون ”الواعدة” بين البلدين. ويتعلق الاتفاق الأول بالتعاون والمساعدة القضائية بين البلدين، لا سيما في المجال الجزائي إلى جانب التوقيع على اتفاق حول البرنامج التنفيذي للتعاون في مجال الصحة، والتوقيع أيضا على اتفاق حول البرنامج التنفيذي للتعاون في مجال التكوين المهني. وتم التوقيع بالأحرف الأولى أيضا على مذكرة تفاهم بين مجموعة سوناطراك والشركة الروسية ”ترونسنافت” تخص التعاون لا سيما في مجال القنوات ونقل المحروقات، وكذا التوقيع على مذكرة تفاهم في مجال الطاقة النووية المدنية، فضلا عن التوقيع على مذكرة تفاهم في مجال الصيدلة. وفي ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الروسي، أكد الوزير الأول، أحمد أويحيى، على الأهمية التي تكتسيها زيارة الوزير الأول الروسي إلى الجزائر، حيث وصفها ب”الهامة” لكونها ستفتح ”آفاقا واعدة” في العلاقات الثنائية بين البلدين عرفت ”انطلاقة جديدة” منذ 2001، تاريخ التوقيع من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على بيان الشراكة بين البلدين. وذكر في نفس الباب بأن زيارة الوزير الأول الروسي تأتي بعد انعقاد اللجنة المشتركة بين البلدين في دورتها الثامنة، مبرزا أن ”الأرضية كانت معبدة واللقاءات الثنائية جدا ناجحة بالنظر إلى عدد الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها”، مشيرا إلى أن تنويع التعاون الاقتصادي الذي ستعرفه العلاقات بين الجزائروروسيا سيسمح بخلق مناصب شغل وتحقيق مداخيل إضافية للبلاد. من جانبه، اعتبر ميدفيديف أن الاتفاقيات الموقعة ”تفتح آفاقا واسعة” للتعاون بين البلدين وتشكل ”حافزا مهما” لتجسيد جهودهما في تعزيز وتنويع تعاونهما، مشيرا إلى وجود مشاريع قيد التطوير بين الطرفين في عدة مجالات. وبهدف تعزيز التعاون الثنائي، سيقوم وفد من رجال أعمال جزائريين بزيارة إلى روسيا بغرض دراسة فرص التعاون والشراكة مع مؤسسات روسية، وهذا في إطار مواصلة تنفيذ مقررات اللجنة المشتركة للتعاون الجزائري-الروسي التي عقدت دورتها الثامنة في سبتمبر المنصرم بالجزائر العاصمة، والتي عبدت الطريق لمحادثات حول عدة مشاريع شراكة وتعاون بين البلدين. كما جدد البلدان رغبتهما في مواصلة الجهود لإحداث التوازن في السوق النفطي، لاسيما من خلال تنفيذ اتفاق فيينا لخفض الإنتاج. وفي ذات السياق، أشاد الوزير الأول الروسي بجهود الجزائر الرامية إلى إجراء حوار لمناقشة استقرار السوق النفطية، مذكرا برسالة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة التي وجهها في سنة 2015 إلى نظيره الروسي وعدد من رؤساء الدول المنتجة للنفط. وشكلت هذه الزيارة فرصة للجزائر وروسيا لتعميق وتعزيز حوارهما الاستراتيجي وتعاونهما المتعدد الأشكال القائم على بيان الشراكة الموقع بموسكو في أبريل 2001 تحت رعاية الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة وفلاديمير بوتين.