ذكرت مصادر مطلعة من قيادة جبهة التحرير الوطني أن ”أعضاء من المكتب الوطني طالبوا الأمين العام جمال ولد عباس بضرورة احتواء الغضب القاعدي الذي يشهده الحزب عبر مختلف ولايات الوطن عقب الانتهاء من مرحلة إعداد قوائم الترشيحات، في الوقت الذي تشير فيه مصادر أخرى إلى أن ”بعض محافظي الحزب يحضرون لحملة احتجاج واسعة للمطالبة برحيل الرجل الأول في الأفالان”. أوضحت أمس مصادر ”الفجر” أن ”الأمين العام للحزب العتيد أقصى العديد من المحافظين من قوائم الترشح للمجالس البلدية والولائية مما أثار غضب هؤلاء، واعتبروه بمثابة تصفية حسابات تمت تحت ضغوطات خارجية”. وهو ما اعترف به الأمين العام الذي أكد أن ”بعض المسؤولين توسطوا له أثناء إعداد القوائم مما سمح للبعض بتصفية حساباته مع محافظين”. وبالنسبة لهؤلاء فإنه ”في الوقت الراهن لا يسمح بمباشرة الاحتجاج، وقد تم الاتفاق عليها مبدئيا في صالح الحزب كونه مقبل على انتخابات هامة تخص مستقبله السياسي وضرورة بقائه في الصدارة كقوة سياسية أولى في البلاد”. وأوضح مصدر مطلع أن ”قياديين نصحوا جمال ولد عباس بالشروع في احتواء غضب العديد من المحافظين الذين تم إسقاط قوائمهم عبر مختلف ولايات الوطن، مما قد يتسبب في إثارة غضب هؤلاء الذين نظم البعض منهم تجمعات احتجاجية بالمقرات الولائية للحزب العتيد الأيام القليلة الماضية”. كما لم تخف ذات المصادر أن ”ولد عباس كشف لمقربيه عن تحضيره لعملية تغيير واسعة وسط محافظي الحزب لا سيما الذين احتجوا على قراراته بعد التغييرات التي أجرتها لجنة الطعون للحزب بقيادة وزير التعليم العالي الطاهر حجار والأمين العام السابق عمار سعيداني، حيث تم تغيير بعض القوائم بطريقة جذرية”. وقد سبق وأن أكد الأمين العام للأفالان جمال ولد عباس أن ”الحزب العتيد يدخل المعترك الانتخابي المقبل في ثوب البطل، كونه القوة السياسية الأولى في الجزائر”. وهذا ما جعل ولد عباس يبرر عملية تغيير هاته القوائم ويعمل على إعداد قوائمه بطريقة انتقائية في إطار الاستمرارية لضمان بقاء هذه التشكيلة السياسية في الريادة من خلال المشاركة في كل بلديات الوطن والمجالس الولائية”. من جهة أخرى، أوضح أحد محافظي الأفالان أن مطلب هؤلاء الوحيد هو تنحية الأمين العام الحالي والمطالبة برأسه، مما ينذر بأن الأيام المقبلة ستكون صعبة على ولد عباس. للتذكير كان، بعض محافظي الأفالان بالجزائر العاصمة قد احتجوا الأسبوع المنصرم بالقرب من المقر المركزي للأفالان بحيدرة تنديدا بقرارات ولد عباس وتجاهله للعمل الذي قاموا به على مستوى محافظاتهم حيث لم تؤخذ القوائم التي أعدّوها بعين الاعتبار مما تسبب في تذمر هؤلاء.