أكدت الخارجية الأمريكية على إحراز خطوات إيجابية فيما يخص المباحثات التي يجريها أحد وفودها بالعاصمة التركية، أنقرة، لحل أزمة التأشيرات، موضحة تناول الجانبين مقترح تشكيل ”لجنة مشتركة” بين البلدين. جاء ذلك في الإيجاز الصحفي اليومي للمتحدثة باسم الوزارة الأمريكية، هيذر ناورت، لفتت فيه للاجتماعات التي يجريها الوفد الأمريكي بأنقرة حالياً لإيجاد حل لأزمة التأشيرات مع تركيا. وقالت ناورت ” مرت المباحثات بشكل مثمر، ولقد تناولت شروطًاً متعلقة بمقترح خاص بتشكيل لجنة مشتركة، وتناولنا كل شيء في هذا الصدد، والقرار سيتم الإعلان عنه بالقريب العاجل”. وأضافت قائلة ”بشكل عام قطعنا شوطا مهما في المباحثات، وسنواصل التنسيق الوثيق من أجل عودة التأشيرات إلى طبيعتها”. ووصل ، وفد أمريكي إلى تركيا، الاثنين الماضي، برئاسة مساعد مستشار وزارة الخارجية، جوناثان كوهين، لبحث سبل تسوية الأزمة مع المسؤولين الأتراك. وجددت المتحدثة ”عدم تقديم تركيا أدلة حول الاتهامات الموجهة لموظف القنصلية الأمريكية بإسطنبول”، قائلة ”لم نرَ أدلة بعد”. وكانت البعثة الدبلوماسية الأمريكية في تركيا علقت في 8 من أكتوبر الجاري، كافة خدمات إصدار التأشيرات لغير المهاجرين، بكل منشآتها الدبلوماسية في تركيا، بعد اعتقال أحد موظفيها ”متين طوبوز”، قائلة إنها تحتاج لتقييم التزام أنقرة تجاه أمن أفرادها. وذكرت وكالة الأناضول أن موظف القنصلية مواطن تركي جرى اعتقاله، بموجب قرار أصدرته محكمة في اسطنبول، بتهمة بالتجسس لفائدة الداعة فتح الله غولن زعيم ما يُعرف بالتيار الموازي، المقيم في الولاياتالمتحدة، والذي تتهمه انقرة بتدبير الانقلاب الفاشل ضد الرئيس رجب طيب اردوغان العام الماضي، وتطاب واشنطن بتسليمه. وعلى الفور، أعلنت البعثة الدبلوماسية التركية في واشنطن، تعليق خدمات إصدار التأشيرات باستثناء الهجرة وذلك في جميع المنشآت الدبلوماسية التركية بالولاياتالمتحدة، ردا على قرار واشنطن. وفي ماي الماضي، وجهت السلطات الاميركية التهم رسميا إلى ثلاثة من مرافقي الرئيس اردوغان بضرب محتجين في واشنطن على هامش زيارة الرئيس التركي الى الولاياتالمتحدة، وهو ما اثار غضب الرئيس التركي. واعتقلت السلطات التركية القس اندرو برانسون المشرف على كنيسة في مدينة إزمير على ساحل بحر ايجه في اكتوبر 2016 بتهمة الانتماء إلى شبكة غولن، واقترح اردوغان مؤخرا على الولاياتالمتحدة تسليم غولن مقابل الافراج عن القس الأميركي، الا ان الادارة الأمريكية لم تبد اي تجاوب مع المقترح. وتُصدر التأشيرات لغير المهاجرين لجميع المسافرين الى الولاياتالمتحدة للسياحة، والعلاج الطبي واقامة الاعمال والعمل او الدراسة لفترات محدودة، فيما تخصص تأشيرات الهجرة للذين يريدون العيش في الولاياتالمتحدة بشكل دائم.