تهتز شوارعنا هذه الأيام و قبل حلول المولد النبوي الشريف بفعل المفرقعات التي تصنع ديكورا مغايرا لسائر الأيام و حتى إن كان مستعملوها يودون التعبير عن فرحتهم بقدوم المولد النبوي الشريف إلا أن أداب الاحتفال تقتضي أشياء أخرى و طرقا أخرى تجعل في المناسبة ذكرى عزيزة فما يقوم به أطفالنا و شبابنا من رمي للمفرقعات في كل اتجاه و نحو أي هدف حتى لو أدى ذلك إلى إصابة المارة فإنه سلوك همجي لا يليق بذكرى مولد أعظم خلق الله فكم من مريض اهتز لدوي المفرقعات و كم من طفل أصيب بسببها و رغم ذلك ما زال استعمالها متواصلا و بيعها في الأسواق و المتاجر دون رقيب و لا حسيب فليس معقولا تفجير هذه اللعب بعد منتصف الليل أو رميها اخل قسم أو وسط مجموعة من المارة و الأدهى و الأمر أن دوي بعض المفرقعات يضاهي دوي التفجيرات و الأكيد أنه يؤثر لا محالة على المرضى و العجزة مما يجعل منع استيرادها و بيعها ضرورة حتمية و تشديد العقوبة على مروجيها أولوية أما الدور الأكبر فهو للأولياء الذين يتركون أولادهم دون رقيب و لا يوجهونهم من أجل التحلي بآداب الاحتفال و احترام الغير ، فظاهرة استعمال المفرقعات لا يمكن غض الطرف عليها خاصة و أن عدد ضحاياها يرتفع من سنة إلى أخرى وقوة مفعولها يتطور كل عام حتى أصبحنا أمام دوي قنابل يدوية لا لعبة مفرقعات و سيبقى السؤال مطروحا من أين تأتي هذه المفرقعات إن كان استيرادها ممنوعا ؟ !