وعلى الرغم من معارضة بعض المقربين له لمواقفه، إلا أن حادثة اغتيال "مارتن لوثر" جمعت الأميركيين ووحَّدتهم، حيث شيّع نحو 300 ألف أميركي "كينغ" إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه "بأتلانتا"، وأعلن الحداد الوطني في أنحاء الولاياتالمتحدة، ونكست الأعلام واندلعت أعمال شغب في الأحياء الأمريكية، التي يقطنها السود احتجاجا على اغتياله "• ولد "صوت أمريكا الأسود" في 15 جانفي 1929"باتلانتا" التي ساد فيها التمييز العنصري لسنوات طويلة، وانحدر من عائلة رجال دين سود، حيث كان أبوه يعظ في الكنيسة "المعمدانية" في ابنزير، وكانت والدته تعزف "الأرغن" في ذات الكنسية، وحدا مارتن حدو والده في النضال من أجل حقوق السود، ودخل كينج المدارس العامة في سنة 1935، ومنها إلى مدرسة المعمل الخاص بجامعة "أتلانتا" ثم التحق بمدرسة "بوكر واشنطن"، وبالجامعة في آخر عام 1942• في سنة 1953، انتقل رفقة زوجته إلى "مونتغمري "وبدأ مسيرته المهنية في كنيسة "دكتسر المعمدانية"، وتزامن ذلك مع اندلاع أكبر اضطرابات سياسية عرفتها الولاياتالمتحدةالأمريكية بسبب التمييز العنصري الذي عاني منه السود، حتى في حافلات النقل، واندلعت موجة احتجاجات بلغت مقاطعة شركات النقل من طرف السود، وأسست جمعية " تطوير مونتغمري"، وعُين كينغ رئيساً لها، وأدى الإضراب الذي دام 381 يوما إلى إفلاس شركات النقل، ودفع البيض إلى الاحتجاج واستهداف رموز حركة الاحتجاج السوداء منهم مارتن "لوثر كينغ"، وقد ألقي عليه القبض وذاع صيته في مونتغمري وأنحاء الولاياتالمتحدة• واستقبلت وفود كبيرة "كينغ" في جولات قام بها إلى الشمال لجمع التبرعات، وقاد المناضل الأسود اعتصامات كبيرة خاصة بعد غلق المدارس على أبناء جنسه، وبعدها أقر الرئيس "جون فيتزجرالد كينيدي" للسود بحقوقهم المدنية، ونظم كينغ تظاهرة حركة الحقوق المدنية في واشنطن، في 1963، قمعتها الشرطة وقبضت على 3 آلاف مظاهر، دعا بعدها لوثر كينغ إلى العصيان المدني، فكانت التظاهرة هذه ذروة حملات القس الأسود قبل اغتياله• في العام نفسه، أطلقت مجلة "تايم" على كينج لقب "رجل العام"، فكان أول زنجي يمنح هذا اللقب، ثم حصل في عام 1964 على جائزة نوبل للسلام لدعوته إلى اللاعنف، فكان بذلك أصغر رجل في التاريخ يفوز بهذه الجائزة -35 عاما-•