خلص المشاركون في الملتقى الدولي للسياحة، كاقتصاد بديل ومحرك للتنمية المستدامة بالجزائر، المقام، أمس، بفندق الرياض بسيدي فرج، إلى أن نقص المنشئات القاعدية وهشاشة الصورة الاشهارية، قد أثر سلبا على حركية السياحة بالجزائر• وقدم المشاركون في الملتقى المنظم بالتعاون بين وزارة تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة، وجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا، ومعهد التعمير بباريس، قراءة إحصائية لواقع السياحة بالجزائر، والتي لا تزال متأخرة عن الحصص المسجلة في العالم والمغرب العربي، حيث يناهز عدد السواح 1•5 مليون سائح سنويا، أغلبيتهم عبارة عن رعايا جزائريين مقيمين بالخارج، وهو ما يعني أن حصتها من السياحة العالمية لا تزال ضئيلة جدا، والسبب في ذلك حسب المهنيين، هوالنقص في هياكل الاستقبال، التي لا توفر حاليا سوى 1004 مؤسسة فندقية، بسعة 81 ألف سرير، منها 73 مؤسسة حكومية، و59مؤسسة ملك للجماعات المحلية، و872 مؤسسة ملك للخواص، وهي إمكانيات قليلة جدا، إذا ميكانيزمات بحصة الأسرة بتونس، حيث تناهز 230 ألف سرير مقابل 150 ألف بالمغرب• ودائما حسب الخبراء، فإن الإمكانيات المتوفرة ليست في مستوى الطلب الموجود، حيث لا يتعدى عدد المؤسسات الفندقية المصنفة بخمسة نجوم العشرة فقط، يليها 22 فندق بأربعة نجوم، ثم 67 بثلاثة نجوم، و59 من فندق بنجمتين، و42 فندق بنجمة واحدة، و804 بدون ترتيب• بالإضافة، إلى هذا نجد مشكل النقل يطرح بجدية في الجنوب الكبير، الذي يعد من أكثر المناطق استقطابا للسواح الأجانب، ومورد للعملة الأجنبية، فرغم وجود مناطق صحراوية شاسعة والسلسلة الجبلية البركانية النادرة بالاهقار، أين تتجلى عظمة التاسيلي المجسدة للحضارة الترقية الضاربة في أعماق التاريخ، إلا أن السائح يتكبد العناء للتنقل والتجول في هذا الزخم الثقافي بكل ارتياح، حيث يبرز مشكل النقل البري والجوي ، وهنا دعا المشاركون إلى ضرورة شق الطرق وتخصيص طائرات للرحلات الداخلية بين المناطق التي يتوافد عليها السواح، مع فتح خطوط دولية مباشرة لتسهيل تنقل المسافرين من وإلى هذه المناطق• هذه الإمكانيات جعلت مساهمة قطاع السياحة بالجزائر في حصة الصادرات الجزائرية محتشمة، وتراوح 3•9 بالمائة، مقابل 9•5 بالمائة من نسبة الاستثمارات المنتجة، و8•1 الناتج الداخلي الخام• وفيما يخص قطاع التشغيل، لا تغطي السياحة سوى 6•5 من النسبة الإجمالية لعدد الإجمالي للعمال، علما أن مناصب الشغل التي توفرها أي 200 ألف منصب، ليست كلها مناصب دائمة، كما أن هذه اليد العاملة ليست كلها مؤهلة وفي مستوى تطلعات السواح الأجانب، وهوما جعل حصة الجزائر من التدفقات السياحية العالمية تراوح 2 بالمائة فقط، الأمر الذي جعل مداخيل السياحة تقدر ب 105 مليون أورو، وهي نسبة قليلة جدا، إذا ما قرنت بحصص الدول العربية كمصر مثلا، التي تقدر مداخيلها من السياحة ب 9•4 مليار أورو، و1•3 مليار أورو بالنسبة للمغرب• وذكر "كلود شالين" من معهد باريس للتعمير، الأثر السلبي الذي يتركه العمران الفوضوي على السواح الأجانب، واستدل ببعض البلدان التي قطعت أشواطا في السياحة، من خلال تلميع صورتها الاشهارية، كما هوالشأن بالنسبة لمصر، التي تنتشر مجموعة من الفنادق الفاخرة والفيلات الضخمة من الاسكندرية حتى الحدود الليبية، ونفس الشئ يقال على فرنسا واسبانيا• أما "مجدي بوعجينة" باحث تونسي مختص في التهيئة العمرانية والسياحة، فيرى أن نقص المنشئات القاعدية، الإشهار، وعدم ترويج صورة الجزائر في الخارج، قد أثر سلبا على تطور السياحة في الجزائر•