تحتضن الجزائر في الفترة الممتدة من الخامس عشر إلى السابع عشر ديسمبر الجاري الملتقى الدولي الأول حول الكيمياء الخضراء والتنمية المستدامة الذي تنظمه كلية العلوم والهندسة بجامعة عبد الحميد بن باديس بمستغانم ومخبر العلوم وتقنيات التقييم والتثمين، بالتعاون مع وزارة تهيئة الاقليم والبيئة والسياحة، شركة سوناطراك، المؤسسة الجزائرية للكيمياء، مركز البحث الكيميائي للعاصمة والوكالة الوطنية للتنمية والبحث الجامعي وكذا المديرية العامة للبحث العلمي والتطور التكنولوجي والمديرية العامة لسونلغاز. وينتظر أن يناقش الباحثون في هذا الملتقى الأول من نوعه وعلى مدى ثلاثة أيام مواضيع متنوعة ذات صلة بالتنمية المستدامة والتحديات والانتهاكات التي تواجهها البيئة، حيث سيعرض المختصون والباحثون مساهماتهم في هذا المجال، فضلا عن التعريف بانجازاتهم الجديدة حول آخر التكنولوجيات التي تم التوصل إليها، بهدف التقليل من التغيرات المناخية خاصة في إنتاج الطاقة المتجددة، النظام البيئي والكيمياء الخضراء، استعمال المواد الحيوية، التسيير الأكثر فعالية للموارد وإدماج التنمية المستدامة في الاستراتيجية الاقتصادية. وحسب منظمي الملتقى فإن هذا الأخير سيشهد إلى جانب المداخلات الشفهية، فتح نقاش حول القواعد والقوانين والالتزام بها وإتاحة الفرصة لتبادل الخبرات والتجارب والمعلومات في مجال الكيمياء والتنمية المستدامة بين مختلف الباحثين الجزائريين ونظرائهم الأجانب الذين سيشاركون في الملتقى، كما سيقوي هذا اللقاء الدولي الصلات بين الجهات العلمية الأكاديمية والقطاعات الصناعية والمؤسسات ذات العلاقة في مجال الكيمياء، خاصة أن العلوم الكيميائية اكتسبت سمعة سيئة نتيجة التلوث الكيميائي وانعكاساته على البيئة. ويعتبر إطلاق تسمية "الكيمياء الخضراء" التي ستكون مدرجة ضمن المواضيع التي سيتطرق إليها الباحثون، محاولة من العلماء لتبرئة الكيمياء ووضعها في صورة إيجابية، كونها قادرة على المساهمة في حل العديد من المشاكل البيئية من خلال تطوير تكنولوجيات بديلة، والتي سيتم عرضها خلال الملتقى، الذي سيؤكد أيضا على أن "الكيمياء الخضراء" تهدف إلى منع أوخفض استعمال أوتوليد المواد الخطرة، وأنها تلعب دورا مهما نحو حل المشاكل البيئية بطريقة جذرية. وتمثل "الكيمياء الخضراء" حسب الباحثين في الميدان، نوعاً جديداً من الابتكار العلمي الذي يحقق التنمية المستدامة المتوافقة مع البيئة، حيث تركز على انجاز عمليات صناعية خضراء لا تضر بالإنسان أوالبيئة، أي بطريقة إيجابية خاصة مع وضع استراتيجيات متقدمة تمنع انبعاث وإنتاج أوتخزين الكيماويات التي تمثل خطراً على البيئة، وفي هذا الصدد سيتم التطرق إلى موضوع حول تقليد الأنظمة البيئية و"الكيمياء الخضراء"، إلى جانب الطاقة المتجددة، التقنيات البارزة، وانعكاسات التنمية المستدامة على القطاع الاجتماعي الاقتصادي.