حيث وقع الاختيار على هذا الموضوع، باعتباره الشغل الشاغل لوسائل الإعلام من جهة، والسياسيين،المشرعين و المثقفين في كل المجتمعات، وأهمية هذا الأخير في فكر العلامة "ابن باديس" الذي لطالما اعتبره الثروة الحقيقية للمجتمعات الإنسانية، التي تصبو إلى التغيير والتحرير• من جهة أخرى، حيث لطالما اعتبر أن الاستثمار الحقيقي هو الإنسان، وأن الشباب هم ثروة الأمة التي تماثلها ثروة أخرى وهو الفكر نفسه، والقناعة التي ظهرت بصمتها خلال حياته العملية والإنسانية، في ميدان التربية والتعليم، الإعلام، الجمعيات الكشفية، الرياضية، الفنية والأدبية شرقا وغربا، ومنذ بداية نشاطه سنة 1913 حتى وفاته في 16 أفريل 1940• هذا ويأتي الملتقى الذي يحتوي 3 جلسات علمية، تتضمن 7 محاور برمجت بها عدة محاضرات، يعكف على تقديمها أساتذة جامعيون وباحثون، على رأسهم الأستاذ "عبد الكريم بوصفصاف" رئيس المجلس العلمي لمؤسسة الشيخ "ابن باديس"، والدكتور "عبد الحميد ونيسي" اللذان يقدمان محاضرة عن المجتمع المدني والممارسة الديمقراطية في الجزائر من جامعة منتوري، بالإضافة إلى أساتذة بجامعات باتنة وسطيف، وبلدية تيزي وزو، سيدي بلعباس ووهران، حسب السيد "عبد الله بوخلخال" مدير جامعة الأمير عبد القادر ورئيس مؤسسة ابن باديس، لتأكيد دور المجتمع المدني ومساره الصحيح، على اعتباره مفهوما محليا لم يتم استيراده من الغرب، وعليه فإن العمل من خلالها لا يأتي إلا عن طريق الوعي الصحيح وترشيد المفهوم، للوقوف في وجه كل الانحرافات التي يمكن أن تصدر عن بعض الجمعيات، التي يمكن أن تنحرف عن مسارها الصحيح، وهو الموضوع الذي سيشهد مداخلات من بعض القضاة، لتوضيح خطورة العمل الجمعوي، الذي ينحرف عن مساره، أين يمكن أن يجعل منه وسيلة للمخابرات الأجنبية في الوطن• جدير بالذكر، أن الملتقى يتضمن على غرار كل سنة طبع كتاب لشخصية الملتقى، أين اختير هذه السنة المجاهد الكبير الملتحق بالرفيق الأعلى " توفيق المدني "، الذي ألفه سنة 1956 عن العمل الثوري ورواده بالجزائر•