أكد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين السيد "عبد المجيد سيدي السعيد"، أول أمس الخميس، لدى حلوله بولاية قسنطينة، احتفالا باليوم العالمي للعمال، أن الخلافات التي شهدها الاتحاد مؤخرا، تم تجاوزها نهائيا بفضل الإرادة الجماعية التي تميز هذا التنظيم النقابي الكبير من القاعدة إلى القمة، معلنا أن السياسة الوحيدة التي سينتهجها الاتحاد في تحقيق المطالب العمالية ستكون وسيلة الحوار مع الحكومة• وقال الأمين العام للمركزية النقابية في خطاب ألقاه بقاعة المحاضرات الكبرى بجامعة منتوري قسنطينة، أن الاتحاد اختار منهج الحوار مع الجهاز التنفيذي، بعيدا عن السياسة الكلاسيكية التي اعتمدها سابقا من احتجاجات، على اعتبار أن الحوار الذي تطبعه الاقتراحات قاعدة عالمية لها آثارها الاجابية، وهو ما انعكس على وضعية العمال مؤخرا، بإبرام حوالي 144 اتفاقية جماعية مع الحكومة، وأكثر من 10 اتفاقيات قطاعية في الوظيف العمومي في ميادين التعليم العالي والتكوين المهني، وغيرها من الميادين عكست خاصة الزيادات التي طالت شبكة الأجور الجديدة، التي تجاوزت نسبة 56 %، إضافة إلى حصول المتقاعدين على أكثر من 50 بالمائة، مبرزا في سياق حديثه، أن اعتماد الحوار بين الاتحاد والحكومة ومنظمة أرباب العمل يعتبر ركيزة قوة فيما يخص العمل النقابي• من جهة أخرى، اعتبر "سيدي السعيد" أن مسؤولية الاتحاد العمالي هي مسؤولية جماعية، إلا أن العمال لديهم كامل الحق في محاسبته في حال ما أدى بالاتحاد إلى أية انزلا قات، أو ارتكاب أخطاء، كما أكد أنه لن يسمح بأية محاولات داخلية أو خارجية، تهدف إلى ضرب الاتحاد، وذكر "سيدي السعيد" أن وقوع الاختيار على ولاية قسنطينة للاحتفال بعيد العمال هذه السنة، جاء نتيجة لاعتبارات تاريخية، لطالما ميّزت الولاية المعروفة بكثرة أبطالها في العمل النقابي، وكذا بهدف تجديد التواصل بين العمال والنقابيين• الأمين العام للمركزية النقابية وفي حديثه عن انجازات الاتحاد، أرجع الفضل إلى رئيس الجمهورية، الذي وقف الاتحاد خلال عهدته على الحلول الملموسة على حد قوله، داعيا في نفس الوقت، القاضي الأول في البلاد للترشح إلى عهدة ثالثة، معتبرا أن المصالحة الوطنية مكسب كبير حققته الجزائر• جدير بالذكر، أن الاحتفالات ميّزتها هذه السنة تكريمات خصت عائلات النقابيين البارزين، كعائلة الشهيد "عيسات ايدير" و"عبد الحق بن حمودة"، والأمين العام لاتحاد نقابات العرب وغيرهم من الإطارات النقابية، بالإضافة إلى تقديم هدايا من طرف "سيدي السعيد" لرئيس الجمهورية، تسلمها عنه وزير العمل، الذي كرّم بدوره، بالإضافة إلى والي الولاية "عبد المالك بوضياف"•