سمح قانون الإعلام 90 07 الصادر في 03 أفريل 1990 بتنويع المشهد الإعلامي في الجزائر عكس ما كان عليه في الثمانينيات، حيث كانت الساحة الإعلامية محددة ب6 يوميات أربعة باللغة العربية هي "الشعب"، "النصر"، "الجمهورية" و"المساء"، واثنتين باللغة الفرنسية هي "المجاهد" و"أوريزون" وبلغ سحب هذه اليوميات مجتمعة 666 ألف نسخة يومية• وعن الأسبوعيات فقد كانت هناك أربعة هي "أضواء"، "ألجيري أكتياليتي"، "الهدف"، و "المنتخب" وبلغ مجموع سحبها 430 ألف نسخة•• وكانت قبل 1990 أربع شهريات "أكتياليتي إيكونومي" ، "باركور ماغريبان" ، ثم كل من "المسار المغاربي" و"الأحداث الاقتصادية"• وبعد قرار الحكومة بفتح المجال الإعلامي "المكتوب" وإقرار التعددية الإعلامية على غرار التعددية السياسية، تغير المشهد بدرجة كبيرة وأصبحت تظهر عناوين كثيرة باللغة العربية والفرنسية، يومية أسبوعية وشهرية ومتخصصة، وكفل حق إصدار الجرائد والنشريات الذي اعتبره دستور 1989 بالحق الحر في حالة تقديم ملف كامل ويسجل تصريح بذلك لدى وكيل الجمهورية المختص إقليميا بمكان صدور النشرية• وقد منحت السلطات المخولة في الجزائر بين أفريل 1990 وجوان 2006 حوالي 540 اعتماد من اليوميات، الأسبوعيات، الشهرية، الدوريات المتخصصة أو العلمية وغير المنتظمة• وتشير المعطيات المتوفرة إلى ظهور 75 يومية باللغتين العربية والفرنسية، 119 أسبوعية، إضافة الى 26 نصف شهرية و57 شهرية• أما العناوين غير المنتظمة والمتخصصة فقد بلغ عددها 244 عنوان، إضافة الى 9 عناوين تقنية و3 علمية• وقد منحت جل الاعتمادات للعناوين الجديدة في الفترة الممتدة بين أفريل 1990 وديسمبر 1999، وبلغ عددها 510 اعتماد، أما في الفترة الممتدة بين جانفي 2000 وجوان 2006، فقد منح الاعتماد لحوالي 25 عنوانا جديدا، منها 15 يومية جديدة، 6 أسبوعيات، شهرية واحدة و8 عناوين غير منتظمة• ونتج عن الانفتاح الإعلامي غير الممهد له نزاع شديد بين الصحافة والسلطات العمومية نتيجة عدم التحضير الجيد الذي يتلاءم وحداثة التجربة، وموازاة مع الأزمة التي عاشتها الجزائر على الصعيدين الأمني والاقتصادي• وتجسد هذا النزاع في سلسلة من قرارات التوقيف التي مست 60 عنوانا اختفى عن الصدور لاعتبارات عديدة• وهو ما كلف الجزائر مرة أخرى التدحرج في قائمة حرية التعبير في العالم وانتقادات منظمات حقوقية• وأصبحت الجزائر مستهدفة أكثر بسبب عدد الصحفيين المتابعين قضائيا بعد تعديل قانون العقوبات في 2001 وتجريم الصحفيين، ووجهت لها تهمة "قمع حرية التعبير"، قبل أن يقرر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة المصالحة مع رجال الإعلام وإصدار عفو عن المتابعين في اليوم العالمي لحرية التعبير• وتجسدت أيضا الرغبة في المصالحة مع رجال السلطة الرابعة في الإفراج مؤخرا عن المرسوم التنفيذي المنظم لعلاقات العمل للصحفيين والذي يقر لهم ببعض الحماية ورد الاعتبار• وحسب آخر المعطيات التي قدمها وزير الاتصال عبد الرشيد بوكرزازة فإن عدد الصحف في الجزائر حاليا بلغ 291 عنوان يقدر سحبها اليومي ب 2 مليون و430 ألف نسخة• ويقدر عدد الصحف اليومية حاليا ب 65 عنوانا، منها 57 يومية شاملة، وبلغ عدد العناوين الصادرة باللغة العربية 32 عنوانا، أما الفرنسية فقد بلغ عددها 33 يومية• وحسب ذات المصدر فإن سحب اليوميات الصادرة بالعربية بلغ مليون و255 ألف نسخة يضاف إليها 900 ألف نسخة فرنسية• وبالمقابل يقدر عدد الصحف الأسبوعية في الجزائر ب 89 صحيفة مقابل 76 صحيفة متخصصة و137 دورية• أما عن الصحافة الأجنبية الموزعة بانتظام في الجزائر فهي لا تتجاوز ال 57 عنوانا• وعن الصحف الرياضية بلغت 5 عناوين إضافة إلى 3 اقتصادية• وفيما يتعلق بالمقروئية فتشير الإحصاءات التي قدمها وزير الاتصال مؤخرا الى تخصيص 71 نسخة لكل ألف ساكن، بينما يحدد الرقم المرجعي المعتمد من طرف "اليونيسكو" إلى تخصيص 100 نسخة لكل ألف ساكن• وعن نقاط البيع فإن تسع ولايات فقط توجد تحت الحصة المحددة والمتمثلة في نقطة بيع الجرائد لكل 10 آلاف ساكن أما الباقي فهي دون المستوى فيما يتعلق بالتوزيع•