مع قدوم فصل الصيف يكثر استخدام النظارات الشمسية والطبية الملونة، والملفت للانتباه أن استخدام هذه النظارات يكون ذاتيا وتلقائيا دون إجبار على ذلك، كما أن استعمالها ليس مقصورا على أعمار معينة، بل تشمل جميع الأعمار، وإن كانت شائعة بين الشباب والمسنين أكثر من الأطفال• ونرى هذه الأيام أنواعا كثيرة من النظارات الشمسية، والتي تختلف في الشكل واللون والطراز، بحيث لا تحجب أشعة الشمس القوية عن العين فقط، بل تعطي جاذبية أكثر وتزيد الوجه جمالا• ولدى حديثنا مع بعض المواطنين ممن التقيناهم في الأسواق التي تباع فيها هذه النظارات الشمسية، أكدوا لنا أنها تهتم كثيرا بالشكل والطراز الذي يرضي ويشبع رغبتهم ونفسيتهم، متجاهلين عواقبها الوخيمة على صحتهم• ومن جهة أخرى لام البعض الآخر السلطات المعنية وعلى رأسها مصلحة المراقبة للسلع المستوردة، وذلك لعدم ممارستها المسؤولية المنوطة بها• ولقد أوضحت الأبحاث في السنوات الأخيرة، أن النظارات الشمسية والطبية الملونة جميعها، سواء أكانت رخيصة الثمن أو غالية الثمن ينفذ منها جزء كبير من الأشعة فوق البنفسجية، وتحت الحمراء لطيف أشعة الشمس، بينما تحجب كثيرا من الأشعة المرئية، لهذا فإن العين التي تتعرض فترة طويلة لأشعة الشمس النافذة من النظارات تصاب بالضرر، وخاصة إذا كانت نسبة الأشعة المرئية النافذة أقل من 80 بالمائة من الأشعة الكلية الساقطة على العين• وحسب الدكتورة سعيدي مختصة في طب العيون فإن النظارات التي تباع على الرصيف وفي الأسواق الموازية تشكل خطورة صحية كبرى خاصة على فئة الأطفال، وذكرت بأن الخطورة الأولى تتمثل في عدم خضوع الطفل خاصة وكل مستعملي النظارات بصفة عامة إلى طبيب مختص لتدارك النقص في الرؤية أو إعطائه نظارات تقيه نفحات الشمس الحارقة، وهو ما يخلق بدوره - كما تقول - مخلفات وأمراضا أخرى تصيب العين من بينها ضعف النظر الذي لا يمكن تفاديه لاحقا باعتبار أن الخلل لم يكن نتيجة مرض يمكن معالجته وتداركه بل نتيجة عدم تصحيح النظر على أسس علمية• أما بالنسبة للكبار فإن الخطأ في وضع النظارات الطبية أو الشمسية حسب الدكتورة سعيدي يتمثل في حرمان مرتديها من كشف صحي كامل على العين، بحيث أن كشف الطبيب لا يقتصر على قياس النظر بل يتعداه إلى الكشف الكامل على العين من قياس حدة النظر إلى قياس ضغط الدم والسكر وهو كشف صحي ووقائي في نفس الوقت•